ضرب الاتحاد السعودي لكرة القدم بقوة في سبيل تطوير كرة القدم السعودية خلال المرحلة المقبلة.. وقد أدرك الاتحاد أن التطوير يبدأ من الأندية فأصدر قراره التاريخي بزيادة أندية دوري زين وأندية الدرجة الأولى وأندية الدرجة الثانية.. وهو القرار الذي يتيح الفرصة لعدد أكبر يزيد بـ(10) فرق لتقديم نفسها بشكل أوسع بعد أن كانت الفرصة متاحة من خلال دوري المناطق الذي يلعب خلاله الفريق عدداً محدوداً من المباريات لا يمكن لأي لاعب ولا أي فريق ولا مدرب أن يقدم خلاله كل ما لديه لذا تذبل الكثير من المواهب والطاقات وتنتهي مبكراً رغم أن لديها الكثير مما يمكن أن تقدمه داخل الميدان.
وجاء القرار الآخر في عدم المشاركة في بطولة الأندية الخليجية الموسم المقبل، وهو القرار الذي طالب به كثيرون خلال المواسم السابقة لاسيما في ظل ضعف الفرق المشاركة والحضور الجماهيري، وعدم وجود كرة حقيقية داخل الميدان، كما أن القرار قد حدد الاعتذار عن عدم المشاركة بموسم واحد والفرصة هنا متاحة لدراسة نتائج القرار والنظر في إمكانية الاستمرار عليه أو إلغاءه أو تعديله وإن كنت في صف «التعديل» بحيث تتاح الفرصة فيه لبطل الأولى بالمشاركة من أجل منحة ميزة إضافية غير ميزة الصعود لدوري زين.
كما أن الاجتماع شهد إقرار إقامة مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد بطريقة الدوري الكامل لسن 21 سنة بمشاركة أندية الدرجة الممتازة.. وأجزم هنا أن إقامة المسابقة بهذا الشكل سيكون له دور بارز في ضخ المزيد من المواهب للملاعب السعودية بعد أن كان معظمها ينتهي فور ترقيته من درجة الشباب إلى الفريق الأول.
شكراً للقيادة الرياضية على هذه القرارات التاريخية وكلنا أمل بأن تحقق كل الأهداف المرجوة منها.
البلطان يكسب الرهان
عندما أطلق رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان تصريحه الشهير (القنبلة) في بداية الموسم المنصرم أخيراً والذي أكد فيه أن مقولة الأربعة الكبار قد ولت وأن هذا الزمن هو زمن الثلاثة الكبار ونص في تصريحه على أن الثلاثة هم (الهلال والاتحاد والشباب) مستشهداً بالبطولات التي حققها كل فريق خلال المواسم الأخيرة، وهي المواسم التي شهدت شبه غياب للضلع الثالث في مقولة الأربعة الكبار (الأهلي) وغياباً تاماً للضلع الرابع (النصر)، تعرض إلى سيل من الهجوم والتقريع الذي وصل إلى درجة التقليل من رأيه ومن فريقه، لكن الأيام مرت والبطولات التي نعتها البلطان بالكبيرة وخرج الآخرون من المولد بلا حمص، إذ فاز الحاضر في كل المناسبات فريق الهلال بلقبي الدوري وكأس ولي العهد، وفاز الاتحاد بكأس الملك للأبطال، وطار الشباب بلقب مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد.
ويبقى السؤال الآن.. ماذا يقول الذين هاجموا الرئيس الشبابي بعد تصريحه المثير، بعد أن صادق الميدان والأرقام على صحة ما ذهب إليه؟ وماذا يقولون عن الفرق التي دافعوا عنها بعد أن عجزت عن الدخول في قائمة الشرف التي ظلت بعيدة عن بقية الفرق غير الثلاثة التي خصها البلطان؟
ما نتمناه أن لا يكون الكبار ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة بل أكثر من ذلك، لكن ذلك لن يتحقق بالأماني والأحبار والكلمات، لكنه يأتي بالجهد والعمل والمثابرة، والمنافسة داخل الميدان.. وداخل الميدان فقط، ولعل البوادر تلوح في الأفق من خلال العمل الذي يبذله الأهلاويون والنصراويون من أجل عودة فريقيهما إلى المنافسة وتحقيق البطولات، وحتى يتحقق ذلك ستكون مقولة البلطان حاضرة في كل الأذهان، وموثقة في الميدان.
اضحك مع الاتحاديين!!
استحق الاتحاد بإدارته المثالية اللقب الأخير، والبطولات على كل حال ليست غريبة على فريق كبير مثل الاتحاد، فقد اعتادها واعتادته أيضاً.. لكن الغريب والمضحك في نفس الوقت هو بعض الآراء والتعليقات التي تطرق لها بعض الإعلاميين المحسوبين على النادي العميد، وهي الآراء التي لا يمكن قبولها حتى في المنتديات الإلكترونية، فكيف بأقلام قضت ردحاً من الزمن مع القلم والكلمة.
ولعل في مقدمة الآراء الغريبة و»المضحكة» هو تأكيد بعض الأقلام أن الاتحاد قد رد الخماسية إلى المرمى الأزرق (!!) وهم بذلك يؤكدون أن الخماسية التاريخية «الحارقة» ما زالت راسخة في أذهانهم أكثر من الهلاليين الذين اعتادوا هذا الرقم وألحقوا أكثر من فريق بالاتحاد من خلاله.. وهنا إذا كان هؤلاء مقتنعون بأن هذا الفوز هو رد على الخماسية الزرقاء فهذه مصيبة، وإن لم يكونوا كذلك فالمصيبة أكبر.
أما الرأي الغريب الثاني.. فهو القول بأن الهلال يغيب أمام الاتحاد.. وهنا أدعو الأحبة أصحاب الرأي إلى تقليب صفحات التاريخ لمعرفة الحقيقة.. بشرط أن يسلم التاريخ من التزوير والتلاعب كما حدث من بعض الأقلام التي رفعت عدد البطولات الاتحادية فجأة من 32 إلى 46.. أي بزيادة 14 بطولة.. والتي لا أحد يعرف من أين جاءوا به.. ولو حسبوا حتى بطولات الشباب والناشئين فربما لن يصلوها!!
أخيراً أدعو الاتحاديين للاحتفال بالبطولة من دون التفكير بالهلال وخماسيته التاريخية.. فهذا أفضل لهم على كل حال!!
AL-Jazirah Newspaper
للتواصل sa656as@yahoo.com