Al Jazirah NewsPaper Thursday  13/05/2010 G Issue 13741
الخميس 29 جمادى الأول 1431   العدد  13741
 
الأمطار والمدارس تربوياً
علي الخزيم

 

فرح تلاميذ المدارس بمدينة الرياض بإغلاق االمدارس وتعطيل الدراسة ليوم واحد بسبب العواصف الرعدية المصحوبة بالأمطار والبرد أحيانا خلال الفترة القليلة الماضية، ويلاحظ بشكل عام أن التلاميذ الصغار بمدارسنا يبتهجون بعطلات نهاية الأسبوع (الخميس والجمعة) وكذلك الأعياد، ويسألون ببراءة الصغار: (متى العطلة الكبيرة)؟!.. وفي الافتراض السلوكي التربوي أن الأطفال يتعلقون بالمدرسة والمعلمين إذا ما طبقت المعايير والوسائل التربوية المقرونة بالمشوقات والمحببات للبيئة المدرسية، فالذي يظهر الآن في كثير من مدارسنا أن العملية التعليمية (ولم أقل التربوية) تسير في نمط تقليدي غير متجدد، وبمهنية المعلم الذي ينظر لساعته تارة ولباب الخروج تارة أخرى، فإذا لم يقترب هذا الصنف من المعلمين من درجة النضج والصواب في العملية التعليمية فكيف ينظر للعملية التربوية ولو من بعيد؟! هذا عن بعض المعلمين، أما المحيط المدرسي من مبنى ومرافق وتجهيزات فإن غالبية المدارس فاقدة للمعايير الملائمة للمضي تعليمياً وتربوياً بصورة جيدة، فإذا كان التلميذ يقبل كل صباح إلى هذه البيئة المكانية وهذا الوسط الجمعي غير المتماسك من هيئة التدريس والإشراف التربوي والإدارة المدرسية، فكيف نستغرب أن هو فرح بالعطلة الأسبوعية أو الطارئة، هل تعلمون أن فئات من الصغار عندما تهب الريح أو يشاهدون الغيوم في السماء يتراكضون للتلفاز ويفتحون المحطات المحلية بحثاً عن كلمة (عاجل) التي تتبعها تحذيرات من الدفاع المدني وما تحمله من مؤشرات بوميض آمال لهم بإجازة يوم دراسي.. وفي رأيي أن الأزمات - بسيطة كانت أو كبيرة - فإن لها موازين من الايجابيات والسلبيات حري بجميع الجهات ذات العلاقة بتدارسها واستخلاص الفوائد منها والاحتياط لآثارها، والجهات التعليمية معنية بهذا الشأن، واقترح المبادرة بتدارس ما أفرزته العواصف والأمطار من عقول التلاميذ واتخاذه كالمرايا العاكسة لأوضاع مسيرتنا ونهجنا التعليمي التربوي، فكما أننا نكتشف خللاً في بعض الجسور والطرق والإنشاءات والبنى التحتية لبعض المشروعات، فها نحن أمام مؤشر هام أبرزته زخات المطر والبرد وشيء من الرياح الموسمية، وإن لم يندرج الوضع المدرسي في قائمة الخلل فلم لا ندرجه في قوائم التطوير والتحسين والرقي بكامل جوانب الهم التربوي ثم التعليمي؟ وأي أمة لا تستفيد من تجاربها وأزماتها بخبرات تراكمية مفيدة للحاضر والمستقبل يخشى أن تسجل في عداد الأمم الفاترة المتثائبة التي إن لم تتدارك نفسها فستغط في سبات عميق قد لا تفيق منه إلا بعد أن تتجاوزها قوافل النابهين النجاحين، ومن سبل النجاح أن يقتنع المرء بأن النجاح ذاته ممكناً وأن الوقت يسمح بذلك وأن الجهد لم يزل في الإمكان، وأن العيب ليس في تأخر النجاح وإنما في انعدام أسبابه أو التقاعس عنه أو قطع الأمل منه، والتخاذل حتى في التفكير في هذا الأمر.. و(بصفة عامة) فإن من المؤلم أن تجد من يعرف جوانب القصور في حدود مهامه ويعرف ويدرك جزءًا من حلولها، ثم لا يفعل شيئاً تحت أي مبرر !!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد