أن تبلغ نهائي مسابقة كأس الراحل الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله).. ثم تحقق بطولة الدوري المتعارف عالمياً على أنها هي البطولة الأقوى، والتي تمثل المقياس الحقيقي لمدى قدرات الفرق وتمكنها.. ومن ثم التتويج بكأس سلطان الخير.. جنباً إلى جنب مع المضي قدماً في مشوار زعامة مجموعتك الآسيوية.. أفلا تشفع لك كل هذه المنجزات المبهرة حينما تتنازل أو لا يحالفك الحظ في تحقيق آخر بطولات الموسم، وإن كانت غالية بقدر وحجم راعيها (والد الشعب).
صحيح أن جماهير الزعيم لا تشبع من تعاطي المنجزات والأفراح حد التخمة باعتبارها أدمنتها إلى درجة الشراهة، حتى أضحت ماركة مسجلة وعادة متعارف عليها لدى القاصي والداني في أوساطنا الرياضية وغير الرياضية.
إلا أن ذلك لا يعني ضرورة الاستحواذ على جميع البطولات.. لاسيما وأن تحقيقها يعتبر من الحقوق المشاعة لكل الفرق التي تمتلك مقومات المنافسة والعميد أحدها دون شك، وإلا فقدت المسابقات طعمها ورونقها وجمالها.
ولا أملك في هذا المقام سوى القول: ما قصرتم (بيض الله وجوهكم) وإلى الأمام في الآسيوية (إن شاء الله) ومبروك للعميد.
المهايطون في الأرض؟!
لعل من أسوأ ظواهر معضلات وسطنا الرياضي في هذه الآونة هو تواجد بعض الأشخاص والأندية (المتورمة) جداً والتي أوهمت ذواتها والمحيطين بها بأن رياضتنا بدونهم لا تساوي شيئاً.. خصوصاً عندما يسهبون كثيراً في اجترار وهميات وخرافات اصطنعوها وصدقوها وناموا عليها.. يدعمهم ويساندهم في ذلك إعلام همّه الأول والأخير الإثارة وملء المساحات الفارغة سواء على صعيد البياض أو على صعيد الوقت من خلال استكتاب واستنطاق كل من هب ودب (؟!!).
ذلك أنه في ظل هذا الزخم الإعلامي الهائل الذي هو على أهبة الاستعداد والجاهزية لتسويق أي بضاعة دون النظر والاهتمام بمدى جودة أو رداءة هذه البضاعة.
وفي ظل ضحالة فكر تلك الأندية وأولئك الأشخاص وبالتالي افتقادهم لمقومات التفريق بين التواجد الإعلامي الإيجابي والمثمر وحتى المقنع والرشيد المرشّد الذي تتطلبه الضرورة.. وبين التواجد المكثف حد السماجة إلى درجة إغراق الساحات فضائياً وأرضياً من خلال الانتشار عبر كل وسيلة إعلامية ممكنة في تبادل للأدوار و(هات يا هياط).. المهم التواجد سواء بقصد إشباع الرغبات المكبوتة، وتعويض الحضور البطولي بالحضور الإعلامي.. أو بقصد أداء مهمة العزف على وتر الوهميات والخرافات المصطنعة التي أكل عليها الدهر وشرب (؟!!).
ويبقى الكاسب الأوحد من هذا السوق هو الإعلام الانتهازي والنفعي والمراهق.. أما المتضرر الأكبر دون ريب فهو الوعي الرياضي عموماً.. والله المستعان.
تنشد عن الحال؟!
من المسؤول، إلى متى، أين الخلل أو أين العلّة.. هذه نماذج لتساؤلات عدة اعتدنا معشر الكتّاب على أن نضعها عناوين للكثير من تناولاتنا، والعديد من تلك التساؤلات وغيرها نعرف الإجابات عنها، ولكننا نتعمد في كثير من الأوقات الاكتفاء بإلقاء التساؤل ومن ثم نمضي للإعداد لتساؤلات أخرى الدافع لذلك ربما (الجبن) وربما الحياء وربما الالتزام بمبدأ (احذر تسلم).. رغم أن بيننا من المحسوبين على الإعلام الرياضي من يتمتعون بقدر عال من الحصانة التي قد نعلم أو لا نعلم من أين وكيف اكتسبوها إلى درجة الخروج عبر وسائل الإعلام المختلفة (لوصم) اتحاد اللعبة بكافة لجانه ومنظوماته بأنه مجرد (لعبة) في يد الهلال، وأن من أفنوا أعمارهم في خدمة رياضتنا (جهلة).. يقابل ذلك حالات من (الصمت الرهيب) من قبل المعنيين بهذه التهمة الحقيرة والمعروفة أهدافها، ربما لفلسفة لن تؤتي أكلها إلا بهذه الطريقة الصامتة.
المعنى:
(الكثرة تغلب الشجاعة)