واشنطن - (د ب أ)
أظهرت دراسة أمريكية أن غسل اليدين يمكن أن يزيل الشك في القرارات التي اتخذها الإنسان.فقد ذكر الباحثون في دراستهم التي نشرتها الخميس مجلة «ساينس» أن من يغسل يديه عقب اتخاذ قرار بين خيارين يزيل الرغبة الملحة لدى المرء في تبرير اختياره أمام نفسه.وعادة ما يؤدي الاختيار بين إمكانيتين كلتيهما لها جاذبيتها الخاصة كالاختيار بين روما وباريس، على سبيل المثال، شعوراً بعدم الارتياح لدى كثير من الناس لأن ذلك يعني رفض الخيار الآخر، أو الفرصة الأخرى مما يجعل الكثيرين يلجؤون فيما بعد لتبرير قرارهم في محاولة منهم للتخلص من هذا الشعور غير المريح من خلال تجميل القرار المتخذ وذكر مميزاته وإيجابياته وتصوير الخيار المرفوض على أنه السيئ، وحاول الباحث الأمريكي سبايك ليه وزميله نوربرت شفارتس، من جامعة ميشجان بولاية ميشجان، معرفة ما إذا كان غسل اليدين «يغسل» معه الرغبة الملحة في تبرير القرار المتخذ.وطلب الباحثون من خلال الدراسة من طلاب خلال استطلاع وهمي بين المستهلكين اختيار عشر أسطوانات مدمجة يودون امتلاكها من بين ثلاثين على أن تكون هذه الأسطوانات العشر هي التي يحبون امتلاكها.. وأن يرتبوا هذه الأسطوانات العشر حسب درجة تفضيل كل منها، ثم عرض الباحثون على الطلاب الحصول على الأسطوانة التي وضعوها في المركز الخامس والأسطوانة التي اختاروا لها المركز السادس ضمن قائمة العشر المفضلة هدية على تعاونهم في الاستطلاع ثم كان على نفس الطلاب أن يشاركوا من خلال استطلاع آخر في تقييم صابون سائل.وقام بعض هؤلاء الطلاب بتقييم عبوة الصابون فقط.. في حين قام البعض الآخر بغسل أيديهم بالصابون السائل المراد تقييمه، ثم طلب اليهم جميعاً إعادة تقييم الأسطوانات زاعمين أن الراعي للاستطلاع أراد معرفة رأي المشترين في أسطواناتهم عقب مغادرة المحل.وتبيَّن للباحثين أن الطلاب الذين اقتصروا في التقييم على رؤية عبوة الصابون غيروا من تصنيفهم للأسطوانات بحيث تكون الأسطوانتان اللتان يريدون الحصول عليهما مجاناً في المركز الخامس والسادس، في حين استقر رأي الطلاب الذين غسلوا أيديهم بالصابون السائل على اختيارهم الأول ولم يعدلوه.وعلق الباحثون على نتائج دراستهم بالقول: إن غسل اليدين يزيل آثار القرارات السابقة تماماً.. كما يزيل آثار «الذنوب الأخلاقية» حيث يغسل رغبتنا الملحة في تبرير قراراتنا أمام أنفسنا، ولم يعثر العلماء بعد على تفسير لهذا التأثير النفسي البالغ.