بريدة - حمود المطيري
اختتم الأسبوع الماضي برنامج دبلوم الصحافة المكثف الذي يأتي ضمن فعاليات كرسي الجزيرة للدراسات الإعلامية بجامعة القصيم ممثلة في كلية المجتمع بمدينة بريدة وسط حضور كبير من الجنسين، وجاء ختام البرنامج بعد أن انطلق قبل 6 أسابيع واشتمل على المحاضرات والدورات وورش العمل التي حاضرها عدد من المهتمين بالصحافة من أساتذة وأكاديميين، وكان مسك الختام للبرنامج محاضرة وورش عمل بعنوان (أخلاقيات العمل الصحفي) للزميل سليمان بن صالح العجلان مدير مكتب صحيفة الجزيرة الإقليمي بمنطقة القصيم. وبدأ العجلان محاضرته بمقدمة رحب خلالها بالحضور وألمح بنبذة عن دور كرسي الجزيرة الريادي في دعم وتفعيل الأنشطة في مختلف جامعات المملكة، ثم بدأت المحاضرة بمقدمة عامة عن الأخلاق منذ عصور الأنبياء الأوائل واستشهد العجلان بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) وهذه دلالة على أن الأخلاق موجودة ثم استطرد حينما أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه بقوله {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وأيضاً عندما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل عندما أراد الذهاب إلى اليمن وقال له (أحسن خلقك للناس يا معاذ) هذه هي من أهم الأخلاقيات كما أن للمجال الإعلامي والصحفي -والحديث للعجلان- أخلاقيات عمل ومهنة تتلخص في نقاط مهمة من أبرزها الصدق الذي هو الدافع لأدبيات التعامل مع (المادة الإعلامية) فالحقيقة هي المحور المحرك للإعلامي والوصول إليها ليس عن الطرق الملتوية ولا القصيرة المشوبة بما يخدش دقتها وصدقها وواقعيتها..
بل يمكن الوصول إليها عن طرق صعبة ولكن سليمة تكون مدعاة السرور وجلب الاطمئنان إلى التميز ومقارنة العمل من شخص إلى آخر في مجال المصدر صحيفة كانت أو إذاعة أو تلفازا، والنقطة الثانية من أخلاقيات العمل الصحفي احترام الكرامة الإنسانية بحيث إنه مما يقتضب عرض الأخبار والصور بما لا يمس هذه الكرامة جماعية كانت (فئة أو دين) أو فردية (مثل عرض صورة شخص دون أذنه) إذ إن هذا يقتضي استعمال وسائل قانونية سليمة للحصول على المعلومات، بحيث لا يجوز استعمال أساليب الخداع أو التوريط أو الابتزاز أو التلاعب بالأشخاص (مثل التسجيل أو التصوير غير القانوني).
كما أن النزاهة جاءت لتكون العنصر الثالث من أخلاقيات العمل الصحفي حيث بيّن العجلان أنه تعني تقديم الخبر والصور بنوع من الحياد وتجنب الخلط بين الأمور مثل: الخلط بين الخبر والتعليق أو الإشهار وبين الصالح العام والصالح الخاص (الاعتبارات الذاتية)، كما تفيد النزاهة التجرد من الهوى والاستقلالية في العمل وعدم الخضوع لأي تأثير أو رقابة داخلية (المنشأة) كانت أم خارجية (الجمهور) والضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بجميع أشكالها، كما قال العجلان إن أخلاقيات العمل الصحفي لا تخلو من المسؤولية بمعنى أنه يجب على الإعلامي أن يتحمل مسؤولية الصحة من أخباره بمعنى أنه لا يجوز نقل أي خبر دون التحقق منه والتحري بشأنه والتزام الدقة في معالجته والحذر في نشره.
وختم سليمان العجلان نقاط أخلاقيات العمل الصحفي بالعدالة وهي تفيد عدة أشياء منها أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات كما هم متساوون أمام وسائل الإعلام، ومن هنا تأتي ضرورة الحرص على أن تكون هذه الوسائل تعبيراً عن فئة أو ثقافة أو جهة دون أخرى، كما أن العدالة تقتضي توخي الحكمة في عرض الأخبار والصور والابتعاد ما أمكن عن أساليب المبالغة والتهويل والإثارة الرخيصة. عقب ذلك انطلقت ورش العمل بعد أن تم توزيع الحضور على خمس مجموعات بمشاركة العنصر النسائي الذي تفاعل كثيراً وتناولت ورش العمل عدداً من الموضوعات ومن أبرزها معوقات تطبيق أخلاقيات العمل الصحفي والمشكلات والقضايا التي أثيرت في المجتمع البشري بسبب عدم التزام الصحفي بأخلاقيات المهنة وقد تفاعل الجميع مع الأستاذ سليمان العجلان وكانت أغلب نتائج نماذج تلك الورش جيدة، وفي نهاية المحاضرة تطرق العجلان إلى ميثاق الشرف الصحفي الذي طُبق بشكل فعلي في دول أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية، وبيّن العجلان أن الميثاق هو الالتزام فيما ينشره الصحفي بمقتضيات الشرف والأمانة والصدق وعدم الانحياز إلى الدعوات العنصرية أو المتعصبة أو المنطوية على امتهان للأديان أو الطعن في إيمان الآخرين أو الأفكار الداعية إلى التميز وكذلك تحري الدقة وعدم الاتهام بغير سند وكفالة حق الرد مع الاعتراف بحق الصحفي في التعقيب، وأضاف العجلان أن للميثاق عدة حقوق على الصحفي يجب التمسك بها وفي مقدمتها ألا يفشي الصحفي مصادر معلوماته كما لا يجوز تهديده أو ابتزازه بأي طريقة في سبيل نشر ما يتعارض مع ضميره المهني وأيضاً حقه في الحصول على المعلومات والأخبار من مصدرها..
وفي ختام المحاضرة سلّم سليمان العجلان مدير مكتب صحيفة الجزيرة الإقليمي بمنطقة القصيم شهادات إتمام برنامج دبلوم الصحافة المكثف للحضور.