تتشرف دارة الملك عبدالعزيز بأن منحت من خلال أهدافها وإستراتيجيتها فرصة خدمة تاريخ الوطن وتاريخ الجزيرة العربية وتراثها، ومن ذلك الفرصة التاريخية التي أتيحت لها بتنظيم سلسلة الندوات الملكية التي تعنى بتاريخ سير الملوك من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه- والحياة الاجتماعية والمدنية والثقافية والاقتصادية والعسكرية في الفترات التاريخية التي تولوا خلالها الحكم، وتلكم إضافة شرف لمهام الدارة، نقول ذلك ودارة الملك عبدالعزيز تنظم هذه الأيام الندوة الملكية الثالثة: الندوة العلمية عن تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز- رحمه الله- ننظمها بكل ما أوتينا من حب لوطننا الغالي وبكل ما أعطانا من حب وبذل وشموخ وبكل ما يمليه المنهج العلمي والأمانة التاريخية، وبكل ما تقابل به الدارة من رعاية واهتمام وإشادة من ولاة الأمر-حفظهم الله- وما تحظى به نشاطاتها وخططها المستقبلية من توجيهات سديدة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز فضلاً عن الثقة الكبيرة والصيت العالي التي اكتسبتها على مر نشاطها المتواصل بعمق وموضوعية في الأوساط كافة، أما محور هذه الندوة الكبرى بمادتها وبدلالتها التاريخية فهو الملك الصالح خالد بن عبدالعزيز-رحمه الله- الذي شارك في مسيرة المملكة العربية السعودية مع والده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وجعل من بلادنا حين تولى الحكم محوراً للسلام، فضلاً عمّا نعم به المواطن في عهده من تمتين وتوسيع لمشاريع البنية التحتية، ومن هذه المكانة العالية والكبيرة لجلالته -رحمه الله- ما توجب علينا في الدارة أن نسعى إلى تحقيق الشمولية في دعوات المشاركة والحضور ودقة الاختيار للبحوث المتوافرة على الشروط العلمية المعروفة وذلك للإلمام بتاريخ هذا القائد والذي انعكس في وقته على جنبات المجتمع بأفراده ومؤسساته وإنجازاته وكان امتداداً لما قبله ولبنة رئيسة لما بعده.
وفي مجال النشر أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتباً مساندة ومكملة للمادة العلمية للندوة تهدف إلى استكمال المشهد العلمي في تاريخ الملك خالد بن عبدالعزيز وتوفير جوانب مهمة للقارئ عامة عن شخصية جلالته وعن سمات وملامح عهده.
ومن سمات هذه الندوة ذلك التعاون المميز بين الدارة ومؤسسة الملك خالد الخيرية الذي يعد بحق تعاوناً وطنياً مهماً بين مؤسستين لهما مكانتهما العلمية في خريطة ثقافة وتراث الوطن.
والله الموفق.
الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز
