زارني الأسبوع الماضي مندوب التعداد في منزلي بعد صلاة المغرب، ومن الواضح اختيار الوقت المناسب للزيارة لضمان تواجد رب الأسرة في المنزل، بعد أن فتحت له الباب أخرج لي بطاقته التي تثبت مهمته مع التعريف باسمه وطلب مني بكل أدب أن أمنحه خمس دقائق من وقتي، دعوته للدخول للمنزل مرحبا به، أخرج من شنطته نموذج الاستبانة الخاصة بالتعداد وبدأ يسألني بعض الأسئلة وأجبته عنها جميعا، لم يستغرق الوقت طويلا، شدتني احترافية المندوب وكفاءته وطريقة طرحه للأسئلة، فهمت من بعض الأسئلة أنهم يواجهون حرجا من بعض الناس في الإفصاح عنها وخصوصا بعض المعلومات الخاصة بأسماء الزوجة والبنات وأعمارهن.
ما لفت انتباهي في المعلومات التي طلبت مني كميتها ونوعيتها وشموليتها، وللأسف فالمفهوم الخاطئ لدى العامة من الناس أن التعداد هو فقط لعدد الساكنين في المنزل وأن أي معلومات أخرى تعتبر ممنوعة، بينما الواقع الذي شاهدته بعد زيارة رجل التعداد مختلف تماما، المعلومات المطلوبة كثيرة وهامة للغاية ولعلي اأذكرها، وهي تشمل عدد أفراد الأسرة وأعمارهم وأجناسهم ومستوى تحصيلهم العلمي، ونوع العمل لرب الأسرة والعاملين لدى الأسرة وجنسياتهم وجنسهم، عدد الهواتف المتنقلة والثابتة المستخدمة في المنزل، عدد الحاسوبات المحمولة والثابتة وأجهزة التلفاز، وملكية المنزل وتوفر الإنترنت وغيرها.
في اعتقادي أن مثل تلك المعلومات حال اكتمالها وتبويبها وتفريغها من قبل الإخوة في المصلحة العامة للإحصاءات والمعلومات فإنها تعد بمثابة كنز للمعلومات القيمة التي بكل تأكيد سوف تكون عونا لكل باحث عن المعلومة من جهات حكومية أو خاصة أو جهات بحثية، وسوف تكون خير معين في اتخاذ العديد من القرارات الاستراتيجية، كل الشكر والتقدير لكل من ساهم في العمل على هذا المشروع الجبار وأتمنى من كل شخص يزوره مندوب التعداد أن يزوده بالمعلومات الصحيحة وأن يتعاون مع المندوب من أجل الوطن.
fax2325320@yahoo.com