الجزيرة - عبدالله البراك

هبط سوق الأسهم المحلي أمس بما يزيد عن 300 نقطة بنسبة تقارب 4.42% جراء عمليات بيع كبيرة لجني الأرباح تزامنت مع هبوط في الأسواق العالمية، وقال الدكتور زايد الحصان أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك سعود إن ارتباط الاقتصاد السعودي بالاقتصاد الأمريكي صحيح أنه قوي وصحيح أن الاقتصاد السعودي يؤثر ويتأثر بالاقتصادات العالمية ولكن عمليات البيع في السوق المحلي أمس يمكن القول عنها إنها عملية اقتناص فرص من قبل المضاربين لجني الأرباح وخلق نقاط دخول جديدة وبالتالي فرص ربحية جديدة لهم خاصة وأن عمليات البيع الكبيرة في الأوقات الحالية ستجنبهم المسائلة من قبل الجهات الإشرافية فالظروف الحالية مواتية لعمليات بيع كبيرة، وتوقع الدكتور الحصان توقف عملية جني الأرباح مع تحسن الأسواق الأمريكية، نتيجة لتحركات متوقعة من قبل السياسيين الأمريكيين لاحتواء الأزمة الأمريكية خاصة مع انتشار مقولات تربط ما تمر به الأسواق الأمريكية بانهيار 1987 والذي نتج بسبب الأوامر المبرمجة والتي فاقمت من حجم المشكلة في السوق الأمريكي في الوقت الحالي حيث إنها تمثل من 50الى 75% من عمليات التداول في السوق ومع موجات الهبوط تزداد وتيرة عمليات البيع حيث إنها مبرمجة مسبقا وهذا ما حدث في السوق الأمريكي، وعن مسببات الأزمة قال الحصان: إن هناك ارتباطات فتحسن الأسواق الأمريكية مرهون بالتحسن في أوربا والتحسن في أوربا مرهون بمعالجة أزمة اليونان.

من جانبه قال محلل الأسواق المالية مقبل السلمي إن عملية الهبوط هي نتاج طبيعي فالسوق المحلي كان ينتظر فرصة لجني الأرباح وفي هذه الظروف أصبحت الفرصة مواتية لذلك عززها ارتفاع وتيرة الهبوط في الأسواق العالمية، وأضاف السلمي إن السيء في الموضوع هو ضعف السيولة في معظم فترات الموجة الصاعدة ومع عملية الهبوط تجاوزت السيولة المتوسط السنوي لها مما يوحي باستمرار الهبوط خاصة وأن بعض الأسهم أمس سجلت قيعان تاريخية لها مثل زين والعبداللطيف ومسك وغيرها من الأسهم الصغيرة والمتوسطة والتي وإذا لم تدخل الأسهم القيادية في المناطق المغرية للشراء فمن المتوقع أن الثقة لن تستعاد إلا من خلال الأسهم الصغيرة والمتوسطة حيث إنها ستكون مغرية أكثر من القيادية وبالتالي تدخل السوق في مسار أفقي إلى نتائج الربع الثاني من هذا العام، وأوضح السلمي أن مبررات هبوط الأسواق الأمريكية غير مقنعة وأن عملية خطأ من أحد الوسطاء لا تزيد فترة معالجة الخطأ عن يوم أو يومين ولا تمتد كل هذه الفترة ولكن الحقيقة هي أن الاقتصاد الأمريكي هبط إلى مستويات متدنية والنمو المعلن عنه لم يخرج من المناطق السيئة والدليل استمرار معدلات البطالة في معدلاتها العالية، وحول أسباب المشكلة قال السلمي: هي امتداد لأزمة اليونان والتي انعكست على أوربا ولازالت في المنطقة الضبابية خاصة إذا ما علمنا أن هناك مستفيدين من الأزمة اليونانية كألمانيا مثلا وبالتالي فالحلول من المتوقع أن تتأخر خاصة وأن كبرياء اليورو جرح والقارئ للأحداث يرى أن المشكلة في أوربا قد تستمر إلى فترات أطول خاصة وأن الأزمة اليونانية امتدت إلى دول أوربية أخرى مبينا أن المشكلة في اقتصاد اليونان أن انتعاشه يعتمد على انتعاش الاقتصاديات الأخرى وهذا ما قد يزيد الأمر سوءاً.