ليست المشكلة في كوننا متخلفين في الجانب العلمي التقني عن أمم أخرى كانت مثلنا فأصبح لها اليوم حضورها ووهجها التنموي العظيم، المشكلة في ظني تتمثل في عدم ظهور أية مؤشرات في الأفق تدل على أننا نقترب من الخروج من مأزقنا التنموي، وهو أمر يصعب تصور حدوثه في بلاد تتمتع بقوة اقتصادية متميزة وبعمق سكاني جيد وبميزانيات تعليمية كبيرة.
لم يعد سراً أن التعليم هو مفتاح التنمية وأنه الحل الوحيد الذي سوف يخرجنا من أزمة التخلف، لكننا نخطئ عندما نتصور أن تعليمنا سيتطور بمجرد أن نرمي عليه حزم من البنكنوت، فالمال بمفرده لن ينقذ التعليم إذا غابت عنه الرؤية الوطنية لتي تقدر دوره العظيم في صناعة التنمية، سوف نكون حتماً على الطريق التنموي الصحيح متى ما اخترنا قيادات التعليم وفق معيار الكفاءة والمهنية فقط، فالتعليم يتحول إلى خراب عندما يصل إلى مواقع صناعة القرار التربوي فيه أفراد غير مؤهلين، سنكون على الطريق الصحيح إذا لم نرهن تعليمنا لشريحة من الناس تفرض رؤيتها وتصورها على تعليمنا، سنكون على الطريق الصحيح إذا توقفنا عن التطوير السطحي الشكلي المخادع للناس وشرعنا في صناعة تطوير ينفذ إلى عمق وجوهر التعليم.