بين الحين والآخر يخرج علينا أحد من الجانب العراقي، ويعلن القبض على سعودي قيادي في تنظيم القاعدة، يكشف اسم الشخص الذي قُبض عليه ويزعمون بأنه سعودي، وعند إخضاع القوائم التي سبق أن أعلنت عنها الجهات الأمنية عن الأشخاص المطلوبين أمنياً، والذين هم خارج البلاد، لا تجد أثراً لاسم الشخص الذي يقولون عنه سعودي، وعندما يبدأ التدقيق وإجراء الاتصالات لمعرفة الحقيقة، يتضح أنّ هناك الكثير من العراقيين المقيمين في المنطقة الجنوبية من العراق والتي تتاخم الحدود الشمالية الغربية السعودية، وأنّ هؤلاء الذين يمتهنون الرعي كثيراً ما يتسلّلون إلى داخل الأراضي السعودية، وبعضهم يتخلّف في الأماكن التي يصلون إليها، وهم من يطلق عليها المواطنون ال(البدون)، وهؤلاء البدون يترددّون على مدنهم العراقية لقربها من الحدود، وعندها تتلقّفهم أجهزة المخابرات وعناصر التنظيم الحزبي الطائفي، التي تبحث عن أية وسيلة لإلصاق تُهَم الإرهاب بالسعوديين ترجيحاً لفكرها الطائفي. ولا يجد هؤلاء صعوبة في استثمار هؤلاء الذين يتحدث بعضهم اللهجة السعودية وإن لم يجدها، يلبسوه ثياباً سعودية ويخرج على التلفزيون ليعترف بما أملوه عليه، متهماً فئة من السعوديين بالقدوم إلى العراق والانضمام إلى القاعدة، مستفيدين من الانطباع السابق عندما كان فعلاً الشباب السعودي يتوجَّه إلى العراق، ويصعب إثباته الآن.

الآن اختلف الوضع ولا يجد تنظيم القاعدة تعاطفاً ولا ميلاً من السعوديين، ومن يظهرون على شاشة الفضائية العراقية لا يجيدون الحديث باللهجة السعودية، ومن يدقّق على كلامهم ومخارج الكلمات يكتشف أنهم يتصنّعون الحديث باللهجة السعودية، وأنّ لكنتهم هي لكنة أهل جنوب العراق الواضحة جداً لمن يعرف المنطقة. إلاّ أنّ الأمر ينطلي على من ينقل الأخبار خاصة من يعملون في وكالات الأنباء الذين هم من خارج المنطقة، وكذلك الصحف بما فيها الصحف السعودية التي تنقل مثل هذه الادعاءات دون تدقيق.

***