إذا ما نجح الاتحاد في التأهل لنهائي كأس الأبطال مساء أمس أمام الشباب لملاقاة الهلال في نهائي الجمعة المقبل.. فإننا سنكون أمام بطل جديد للبطولة بخروج الفريق الشبابي حامل اللقب خلال النسختين الماضيتين.. فالاتحاد خسر كلا اللقبين أمام الشباب نفسه.. وهو الطرف الأقرب للنهائي بعد فوزه في الذهاب بهدفين نظيفين في جدة.. ولأنني أكتب قبل معرفة نتيجة لقاء الإياب فإن الظروف تقول إن الاتحاد سيكون متواجداً للمرة الثالثة على التوالي.. لكن لمواجهة الهلال هذه المرة.. وكلنا يعرف ما تعنيه مواجهات الفريقين الكبيرين من أهمية وما تحمله من إثارة وقوة وندية.. حيث التقيا هذا العام مرتين فاز الهلال في الأولى بخمسة أهداف نظيفة.. وخسر الثانية بهدف لهدفين.. ولذلك ستكون المباراة الثالثة هي المرجحة وستمنح البطل كأساً غالية لأول مرة في تاريخه.. فالفوز هنا مضاعف.. فوز على المنافس وفوز بلقب جديد.. ولعلني هنا أؤكد على أن المباراة ستكون من أصعب المباريات وأكثرها غموضاً في مسألة التوقع بالفائز.. أو ترشيح طرف على حساب آخر بالنظر لواقع الفريقين ومستوياتهما حالياً.. وفي حال تأهل الشباب وهو الطرف الثالث فإن وصوله للنهائي يعني أفضلية مطلقة للحفاظ على لقبه وذلك لأسباب عديدة أهمها أنه حالياً يعيش وضعاً جيداً فنياً بعد أن تجاوز مرحلة انخفاض المستوى التي عاشها سابقاً ورغبته الكبيرة في الحفاظ على لقبه وتألقه الدائم أمام الهلال.. وإذا ما حقق اللقب فإنه بذلك يكون قد اقتسم بطولات الموسم مع الهلال بواقع لقبين لكل منهما.. وهذا إنجاز شبابي كبير بدون شك.
استبعادي للهلال بالفوز باللقب لن يكون نهائياً لأن اللقب في أيدي الهلاليين.. وهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم.. ولديهم كل إمكانيات الفوز متى ظهر الفريق بمستواه المعتاد وتخلى عن التفكير في مباراة دور ال(16) في الآسيوية.. حيث تنتظره مواجهة قوية أمام بونيودكور الأوزبكي بعد أربعة أيام من النهائي.. وهذا ما قد يشتت أذهان اللاعبين من جهة.. ويؤثر على اللقاء الآسيوي من جهة أخرى في حال نجح الفريق في الفوز باللقب وإكمال ثلاثية الموسم.. ولذلك أقول إن الهلال يلعب ضد الوقت والإرهاق والتركيز.. وهي مسائل صعبة جداً سترجح كفة خصومه وإن كان الشباب في حال فوزه سيعاني من الأمر نفسه.. لكن بشكل أقل من الهلال الذي يركز كثيراً على الآسيوية وطموحاته تتجاوز الفوز في دور ال (16).
إذاً نهائي كأس الأبطال مباراة صعبة وتوقيت أصعب.. ما يهمنا منها أن يقدم طرفا النهائي مباراة تليق بالمثول أمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتكون خير ختام للموسم الرياضي وللفريقين معاً.
لمسات
قرار الاتحاد الآسيوي بإيقاف محمد نور أعادنا بالذاكرة لحادثة إيقاف قائد الهلال السابق يوسف الثنيان حين تمَّ منعه من اللعب في بطولة شرفية هي كأس الرئيس المصري حسني مبارك أمام الإسماعيلي في جدة.. ووقتها طبق اتحاد الكرة القرار دون بذل أي جهد لمواجهته بالطرق النظامية.. وهنا اللائحة تدعم إيقاف نور وتؤكد على أن أنديتنا مطالبة بقراءة اللوائح جيداً!
نحن لم نفشل فقط في صناعة تحكيم محلي جيد.. لكننا فشلنا أيضاً في اختيار حكام أجانب على مستوى جيد.. فأصبحنا نشتري أسوأ بضاعة بأغلى الأثمان!!
طوال تاريخ مواجهات الهلال والنصر في كافة المسابقات لم يسبق وأن تفوق الحضور الجماهيري النصراوي على الحضور الجماهيري للهلال في مواجهة الفريقين.. وهذا ثابت ومشاهد.. أما الحديث عن تفوق النصر جماهيرياً.. فلا يعدو محاولة يائسة للتواجد في حضرة الهلال على الأقل ولو بالكلام!
شركة الاتصالات السعودية سعت للحصول على رعاية الهلال بدلاً من موبايلي وقدمت 80 مليون ريال متجاوزة مبلغ موبايلي.. بل إن العقد الحالي الذي يربط الهلال بموبايلي من إعداد شركة الاتصالات السعودية!
لو قُدر للسيد جيرتس أن قرر المشاركة بالفريق الهلالي الذي لعب في إيران (رغم صعوبة ذلك) لحقق الفريق الفوز بارتياح في إياب النصر.. حيث اتضح أن الهلاليين تأثروا في المباراة بالنتيجة السابقة والبطاقات الصفراء والنهائي والإرهاق.. ومع ذلك انتهت المباراة بالتعادل!
بعض الجماهير الهلالية ترى أن البرازيلي تياجو نيفيز لا يستحق الاستمرار الموسم القادم.. حسب ما قدمه حتى الآن مع الفريق.. وشخصياً أعتقد أن ما حدث مع ويلهامسون الموسم الماضي يتكرر مع نيفيز.. فعند نهاية الموسم كان قريباً من التسريح والاستبدال رغم مستواه الجيد.. وها هو الآن أحد أفضل وأهم اللاعبين الأجانب في الدوري.. وكذلك نيفيز سيكون الموسم القادم أبرز اللاعبين بعد أن يتأقلم ويستقر إضافة إلى نقطة مهمة.. وهي أن الهلال نجح خلال الموسمين الماضيين في بناء أسلوب لعب خاص قائم على العناصر الموجودة.. وهذا الأسلوب منح الهلال بطولتين.. وها هو في الطريق للثالثة.. ولذلك من المهم المحافظة على هذا الأسلوب وتدعيمه والتمسك به.. ولا شك أن نيفيز رغم عدم ظهوره بمستواه في بعض المباريات.. فهو أحد ركائز هذا الأسلوب وأعمدته واستمراره الموسم المقبل بالتأكيد سيكون إضافة كبيرة للزعيم وسترون!
أشعر بمعاناة سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد وتحمُّله (لوحده) مسؤولية المواجهات الإعلامية التي تفرض عليه يومياً عبر الفضاء والإعلام.. فأصبح يصارع على عدة جبهات أمام (ترفُّع) الكثيرين من الهلاليين عن المشاركة بالرأي والحجة.. ووجود سموه في المواجهة الإعلامية شجع الباحثين عن الأضواء أو الكذب والافتراء على التواجد.