بتاريخ رياضة القصيم يأتي الموسم الحالي استثنائياً باعتباره الأكثر تميزا وإنتاجية، فأندية القصيم وبختام الموسم كان لها حضور مشرف وقوي بمختلف المنافسات الفردية والجماعية وعلى كافة الفئات السنية، وخرجت بمحصلة بطولية رائعة عكست تطورا هائلا في آلية العمل الإداري الاحترافي المنظم، وقفزة نوعية بحجم الطموح والرغبة بالإنجاز والمنافسة، وليس فقط التواجد لأجل المشاركة.

- بفترة وجيزة تزامنت مع ختام مشوار الموسم توالت الإنجازات وتعاقب نجوم أندية المنطقة لصعود المنصات وأسعدوا الجماهير الرياضية بمختلف انتماءاتهم.

- البداية بسكري القصيم ومغادرته لدوري الدرجة الأولى والرحيل لدوري زين للمحترفين وتحقيق أمل ورغبة محبيه وعشاقه، وهو المكان الطبيعي والمتوقع والملائم لكيان يملك جماهيرية طاغية ودعما شرفيا وتاريخا حافلا ومطرزا ومتفردا، وكان صغاره قد سبقوا كباره واستحقوا بجدارة واستحقاق الصعود للدوري الممتاز للناشئين لكرة القدم كأول نادٍ بالمنطقة يحقق هذا الإنجاز.

- الخلود.. النادي المتواضع بإمكانياته المادية والتي قد تصل لحد العوز والحاجة، والكبير بوقفات وطموح وبذل وعطاء رجاله ومحبيه والمتميز عبر تاريخه بروح تواقه تتخطى العقبات والصعوبات وتتجاوز كل العوائق مهما كان حجمها هو الآخر تفوق على ظروفه الصعبة والتي لا يدركها إلا القريبون من فارس الرس وأنهى موسمه بإنجازين: العودة مجدداً للدوري الممتاز لتنس الطاولة بعد تحقيق نجومه لبطولة دوري الدرجة الأولى وبعد فترة وجيزة قضاها بعيدا عن مصاف أندية النخبة أشبه باستراحة محارب كانت فرصة مواتية لإعادة بناء الفريق والذي يملك رصيدا كبيرا من الإنجازات ويعتبر بجانب قطبي اللعبة الأهلي والاتحاد ثلاثي الدعم ومصادر التمويل للمنتخبات السعودية، ولولا حاجته للمال واضطراره للتفريط بالثلاثي الدولي خالد الحربي ونايف الجدعي وصلاح المطيري لتمكن من فرض سيطرة مطلقة على البطولات المحلية بلا منافس واعتمد كممثل دائم للطاولة السعودية بالبطولات الخليجية والعربية. روح الإصرار الخلودية وقطار الكفاح لم يتوقف عند الألعاب الفردية بل تجاوزه ليشمل ألعابه الجماعية ممثلة بكرة القدم ففريق شباب قدم الخلود كانوا على الموعد ولم يخيبوا ظن جماهيرهم وخطفوا بطاقة الصعود للدوري الممتاز للموسم القادم بإنجاز أشبه بالإعجاز إذا ما أخذ بالاعتبار أن هذا الفريق هو نتاج عمل موسمين من الإعداد والتجهيز والرعاية وامتداد لفريق من الصغار تم العناية بهم وتحفيزهم ومتابعتهم وسط أجواء لا تعين على التفوق كافتقاد النادي لملعب صالح للتدريب تتوفر فيه عوامل أمن وسلامة اللاعبين، وندرة السيولة المادية، وصعوبات توفير الاحتياجات الضرورية. ومثل تلك الظروف لو واجهت أي فريق أجزم بأن طموحه لن يتعدى المشاركة بدوري المناطق.

- نجمة عنيزة الفريق الذي كان ولوقت قريب أحد أضلاع المنافسة وصائد الكبار ولا يزال إنجازه الذهبي بالوصول لمربع كأس دوري خادم الحرمين الشريفين والدور نصف نهائي لكأس الأمير فيصل بن فهد عالقا بأذهان المتابعين للمنافسات السعودية الكبرى ومن تخرج من مدرسته نجوم كبار كمنصور الموسى والحديثي وغيرهم الكثير أثروا الساحة الرياضية وتشرفوا بارتداء القميص الأخضر. بدأت ملامح عودته للواجهة من جديد بنيل لقب بطولة دوري الدرجة الثانية والصعود لدوري الدرجة الأولى، والذي نتمناه مرحلة عبور بإذن الله للوصول لدوري زين للمحترفين.

- عربي عنيزة وإن أخفق كبار القدم برسم فرحة مزدوجة وملازمة الشقيق النجمة فنجوم كرة اليد اللعبة الشعبية الأولى بعنيزة على وجه التحديد أثبتو أن لا مستحيل مع الاجتهاد والعمل ولا مجال للفشل متى كانت الجدية هي من ترسم ملامح طريق استعادة أمجاد أبناء الوهيب ومن زاملهم بالفترة الذهبية لكرة اليد العرباوية. فصغاره نالوا وصافة الدوري الممتاز وكباره صعدوا لدوري الدرجة الأولى وكل تلك المؤشرات تؤكد أن عودة اليد الحديدية لمقارعة كبار اللعبة مسألة وقت لا أكثر.

- نادي التقدم بصعوده لدوري الدرجة الثانية وتحقيق بطولة تصفيات الصعود أكمل سلسلة الإنجازات القصيمية وأتم الفرحة الجماهيرية بما حقق من بطولات بموسم قل أن يتكرر وربما هو الأميز، والذي أتمنى ألا يسدل ستاره قبل الإعلان الرسمي عن قرار زيادة أندية دوري زين ليتاح لرائد التحدي البقاء لموسم آخر وليشكل مع حزم الصمود وسكري القصيم ثلاثيا سيكون لتواجدهم بجولات الدوري للموسم القادم أثره الإيجابي على مستوى الإثارة والمنافسة والمتابعة الإعلامية والجماهيرية والدعم الشرفي وليكون المجال متاحا لفريق الرمة للاستفادة من وجود أماكن إضافية بقائمة أندية الدرجة الأولى والثانية للموسم القادم ومرافقة التقدم باعتباره ثالث دوري الصعود.

- أجزم بأن تلك الإنجازات والطفرة النوعية بإنتاجية أندية المنطقة لم يكن ليتجسد على أرض الواقع لولا توفيق الله ومن ثم الدعم المادي والمعنوي والمتابعة المستمرة والإشراف المباشر من قبل الداعم الأول لشباب المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز والذي وبرغم مشاغله وتعدد التزاماته الرسمية فتح قلبه قبل مكتبه لمسؤولي الأندية وسخر الكثير من وقته وحرص على استقبال أبنائه وتكريمهم وكانت توجيهاته وتواصله وقود الانتصارات المتتالية كما والمتميزة بقيمتها المعنوية، وبالطبع لن يغيب عن ذاكرة أي رياضي المجهود السخي لنائبه وعضده سمو نائب أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل وبنفس الإطار هناك جهد يذكر فيشكر من قبل رجالات الأندية ومسؤولي مكتب رعاية الشباب بالقصيم وبمقدمتهم الأستاذ عبدالعزيز السناني ومسؤولي مكتب رعاية الشباب بالرس ممثلا بمديره الأستاذ عبدالرحمن الزيدي.

- ختاماً أثق بأن ما تحقق لن يمر مرور الكرام دون أن يستثمر للاحتفاء بهم وتكريمهم ماديا ومعنويا بمهرجان أتمنى أن يتم البدء بوضع هيكلته والإعداد له عبر تنسيق مشترك ما بين مكتبي رعاية الشباب بالقصيم والرس وبمشاركة فعالة من قبل المحافظات والمجالس البلدية والدوائر الحكومية وبالتفاتة ورعاية ودعم رجال المنطقة المقتدرين ماديا، فما أنجز وراءه رجال وشباب بذلوا من الجهد والعطاء والتضحية والعمل التطوعي ما يتسحقون عليه الثناء والشكر والتكريم.

- وإن كان لي من كلمة اختتم بها ما سطره قلمي المتواضع فبالتأكيد أن من يشاركني هم الارتقاء والدفع بالرياضة المدرسية من العاملين بالمجال التعليمي والمختصين بالتربية البدنية من معلمين ومشرفين سيكونون أكثر سعادة وفرحة بما أنجزه نجوم أندية المنطقة بالفئات السنية وبأنشطة ومنافسات متنوعة فردية وجماعية لأن في ما أنجز مؤشرات محفزة تؤكد أن ما دأبت عليه وزارة التربية والتعليم ممثلة بقسم التربية البدنية بالأعوام الماضية من تطوير منهج التربية البدنية وتفعيل الأنشطة الداخلية والخارجية وتشييد المنشآت الرياضية داخل المدارس من ملاعب وصالات متكاملة بمختلف المراحل واستحداث مراكز التدريب وإثرائها بالخبرات التدريبية والإدارية وتكثيف اللقاءات والتجمعات والمنافسات ما بين المناطق التعليمية وفق برنامج زمني يمتد طوال العام الدراسي وشامل لمختلف الأنشطة خطوة جبارة بدأت الأندية تقطف ثمارها، فلا شك أن الرياضة المدرسية متى ما تم الالتفات لها وإحاطتها بالرعاية والاهتمام تبقى الممول الأساسي والبيئة المثالية لتطوير وصقل المواهب.