بكل شجاعة وألم ونفاد صبر قال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد (إنّ احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث لا يختلف عن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية) .. قفّ!!
بالطبع هذا القول الصريح والصحيح لم يُعجب إيران، فألغت أسماء الجزر العربية الثلاث وأطلقت عليها أسماء شعراء فارس، واحتفلت بتاريخ الخليج الفارسي من جديد، لأنها تعتقد أنّ (احتلالها) هو احتلال مبارك! ومشرف!! لأراضي جيرانها العرب، وكأنّ الاحتلال له تعريف خاص في عُرف إيران، مع أنّ الاحتلال في عُرف شعوب الأرضي كلها لا تعريف له سوى الاغتصاب والتعدِّي والاستحواذ والنهب، سواء كان من قِبل جار أو شقيق أو قريب أو بعيد أو حليف. فاحتلال إسرائيل لفلسطين هو احتلال، واحتلال (بوش الابن) للعراق هو احتلال، واحتلال (صدام) للكويت هو احتلال، واحتلال بوش لأفغانستان هو احتلال، واحتلال الاتحاد السوفياتي لشيكوسلوفاكيا في (ربيع براغ) هو احتلال، واحتلال روسيا اليوم لبعض دول الاتحاد السابق (المنفلش) هو احتلال، واحتلال إيران للجزر الإماراتية هو احتلال. فالاحتلال هو الاحتلال له لون واحد فقط فلا هو أحمر ولا هو أصفر ولا هو أخضر، بل هو أسود من (القار) وأشد قتامة من ضمير المحتل مهما كان وبأي أسلوب جاء، ولكنه - أي الاحتلال - ب(الأعجمية الفصحى) والخاصة ب(إيران) فقط، له مفرداته الغريبة والعجيبة والخاصة والتي لا تماثلها أية مفردات سياسية أو عسكرية، أو دبلوماسية، بل وحتى استعمارية منذ عُرف الاستعمار حتى اليوم والتي تختلف عن لغات كل الشعوب فها هو أحد المسئولين الإيرانيين يقول رداً على وزير الخارجية الإماراتي (من يعادي إيران بسبب سياستها المناهضة للصهيونية العالمية بركوب موجة معاداة الولايات المتحدة لها ليحصل على شيء (ليس من حقه)، أشبه ما يكون بسياسة (ركض الضبع خلف الأسد!!) - ثم ترتفع نبرة (المسعول) الإيراني متفاخراً: - وليعلم الجميع (انه لا أسد في المنطقة غير ذلك (الرابض) على الساحل المقابل لدولة الإمارات) (!!) - والذي هو (!!) ما غيره ولا سواه.
بالطبع هذا (رطين) يعود للشعوب البدائية الأولى، ولكي لا نظلم هذا (الرطين - الخطاب) - ها أن أحد المسئولين أو (المبعوثين) الإيرانيين يرد على اكتشاف خلية تجسس إيرانية في الكويت بقوله (إنّ ذلك (يندرج في إطار سيناريو التخويف من إيران بغرض تحويل الانتباه عن التهديد القائم في المنطقة من قبل النظام الصهيوني)!! وأنه - أي الخبر - لا أساس له من الصحة، بل إنّ المسئول الإيراني - جزاه الله خيراً - (يحذّر من الوقوع في فخ الدعاية المغرضة!!) أما فيما يخص التهديدات الإيرانية لإسرائيل إذا ما أرادت ضرب إيران فإنّ الرئيس الإيراني نجاد يقول (إنّ أي يد تمتد إلى السلاح ستُقطع قبل أن تنال من الشعب الإيراني)، أما نائبه الأكثر دبلوماسية منه (أي رضا رحيمي) فيقول (بل سنقطع أرجل الإسرائيليين بقدر ما يعتدون علينا) (!!).