Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/05/2010 G Issue 13732
الثلاثاء 20 جمادى الأول 1431   العدد  13732
 
أضواء
ماذا تبقى من القصعة..؟!!
جاسر الجاسر

 

ماذا يريد المسلمون حتى يتأكدوا من صدق قول النبي المصطفى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها)، فقد تأكد كل شيء، ونهش كل شرير من القصعة، شرقاً وغرباً، وإن تمادى الغرب أكثر.

فمساجدنا ستصبح بلا مآذن في كل دول الغرب الأوروبي وسيتبعه الشرق الأوروبي، ومن ثم سيصل الأمر إلى آسيا وإفريقيا التي يشكل المسلمون في بعض بلدانها أقلية.

القوانين تسن في أكثر من بلد أوروبي لفرض أخلاقهم وسلوكياتهم على المسلمين الذين أصبحوا بحكم الإقامة والولادة مواطنين لهم حقوقهم وعليهم واجبات، إلا أن الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا تفرض الواجبات الصارمة، وتلغي الحقوق ولا تهتم بالمعتقدات والقناعات الدينية للمواطن الفرنسي أو البلجيكي وحتى المقيم المسلم أو الزائر لتطلب منه التشبه بهم..!!

هل تطلب الدول الإسلامية من المقيمين الأوروبيين والغربيين والزائرين لها أن يرتدوا الملابس الإسلامية..؟!! ويتخلقوا بأخلاق المسلمين..؟!!

أما الشمال الأوروبي وهولندا فقد تمادوا أكثر ووجهوا الإهانات إلى رسول الإنسانية ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، سواء بالرسوم المسيئة أو بالأفلام السينمائية المهينة ومع هذا مرت زوبعة مقاطعة البضائع الإسكندنافية وانتهت القصة ولا تزال الرسوم توزع والأفلام تعرض..!! وبضائعهم تباع في أسواقنا ويربحون منا رغم كل إساءاتهم..!!

تلك هي القصة، تبدأ بفرض أسلوب الحياة، والثقافة، ثم المعتقد، ليفرغوا كل ارتباط روحي وديني لأي أمة مستهدفة ليبدأ بعدها فرض النفوذ السياسي، ثم الهيمنة الاقتصادية فتصبح تلك الأمة، أمة مهانة لا قيمة لها، ليس لها أي تأثير سياسي ولا فائدة من ثرواتها ولا مواردها الاقتصادية التي تحصل عليها الأمم (القوية) بورق نقدي تتآكل قوته الشرائية عاما بعد عام، ليصبح الرصيد النقدي للأمة المستهدفة بلا قيمة بعد مرور عقد أو أكثر وبعد أن استنزفت الموارد الاقتصادية، وسحبت ثروات الأمة.

لم يبقَ في القصعة الشيء الكثير.. كل شيء يتدخلون فيه، من المآذن إلى الحجاب، ومن احتلال الأراضي والدول كالعراق وأفغانستان إلى تحويط الأمة بالمفاعل والأسلحة النووية اليوم تزرع المفاعل في إسرائيل وغداً في إيران.. ماذا تبقى من القصعة لا شيء سوى ظهور قعرها..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد