بداية نهنئ أنفسنا ونهنئ شباب الوطن العربي قاطبة بمناسبة انتخاب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل لرئاسة الاتحاد العربي لأربع سنوات قادمة.. سائلين الله تعالى لهما بالتوفيق والسداد.. أما بعد.
وكما يعلم الجميع بأن اليوم هو موعد إقامة مباراة الإياب بين الشقيقين الهلال والنصر وبالتالي فإن من الحكمة عدم تجاهل لقاء الذهاب وما صاحبه من تداعيات قد تلقي بظلالها على لقاء اليوم بشكل أو بآخر وبخاصة من الجانب النصراوي.
ذلك أن الأجواء النصراوية محتقنة ومشحونة إلى حد بعيد، وقد تجلى ذلك عبر الخطاب الإعلامي النصراوي بكل وضوح على مدى الأيام الماضية.. مما ينذر بحدوث أشياء من المؤكد أن الوسط الرياضي في غنى عنها وبالتالي فهو لا يحتمل المزيد.. لا سيما في ظل التركيز على خلط الكثير من الأوراق مثل قضية المصري حسام غالي بأوراق أخرى يفترض أن تظل في منأى عن أي مؤثرات أو تأثيرات.. خصوصاً إذا علمنا بأن قضية غالي مع المنشطات لا زالت منظورة لدى الجهات الدولية المختصة، وأن الزج به وبقضيته في كل صغيرة وكبيرة كوسيلة للضغط في سبيل تحقيق مكاسب ميدانية من خلال العمل من خارج الميدان(؟!!).
وهنا يأتي دور العقلاء الذين تتجاوز نظرتهم للأمور مجرد الفوز والخسارة إلى ما هو أسمى وأثمن.
وحتماً لا يوجد من هو أجدر وأقدر وأكفأ من أمير الشباب والرياضة للتدخل وإقناع الجانب النصراوي تحديداً بضرورة إبقاء الأمور في حدودها الطبيعية دون توترات واحتقانات فالمسألة أولاً واخراً هي مجرد مباراة في كرة القدم وبالتالي لا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل، بمعنى أنه لا يجب أن تتعدى هذا المفهوم بأي حال من الأحوال.
وأنت لها يا أمير الشباب والرياضة، وبالتوفيق للفريقين الشقيقين (إن شاء الله) في تجسيد صورة حسنة تغلفها الروح الرياضية والتنافس الشريف وبما يعكس الواقع الأصيل للإنسان السعودي.
ماذا كنتم تنتظرون ؟!
معلوم أن (النخلة) لا تنتج وتثمر إلا رطباً جنياً، وأن (الحنضلة) لا تثمر ولا تنتج إلا علقماً ومرارة، ومن يقول بغير هذا فلن تنفعه التطابيب وإن تطبب.. فقط نسأل الله له الشفاء.
وحينما يكون الحديث عن المبادرات النبيلة والكريمة.. فمن غير المستغرب أن تأتي من أصحابها، كما تأتي الثمار اليانعة والطيبة من الأشجار الطيبة.
ذلك أنه في الوقت الذي ما انفكت بعض الأطراف تمارس موروثها المرتكز على إحداث الصخب والضوضاء الفارغة، فضلا عن العمل على شحن الأجواء التنافسية الرياضية كلما هدأت، وجعلها تعيش فوق صفيح ساخن لأهداف غير شريفة.
جاء المواطن الصالح (عبدالرحمن بن مساعد) ليقول كلمته الفصل في مسألة ما يجب وما لا يجب حيال الكثير من الأمور الرياضية والتنافسية، والحدود التي لا يجب تجاوزها، والأخرى التي يجب.. بل يتحتم فرضها لتخليص الوسط الرياضي من براثن المتربصين الذين كانوا وما زالوا يقتاتون على أشلاء القيم والأخلاق من خلال افتعال وإثارة المشكلات وتأجيجها بين الفينة والأخرى.. مع أنهم لم يقدموا لرياضة الوطن ما يذكر فيشكر طوال تواجدهم في المشهد الرياضي، بل على العكس تماما(؟!!).
ولعل من نافلة القول هنا بأن مبادرات الأمير والمواطن الأنموذج (ابن مساعد) المتتالية التي تصب في قناة إخراج وسطنا الرياضي من بعض معضلاته والتي يأتي على رأسها تغلغل بعض المرضى النفسيين في كثير من أوصاله.. حتماً قد أصابتهم بلوثة، كونها تتعارض مع ما جبلوا عليه وتوارثوه عبر الأجيال.. هذا عدا أنها قد فضحتهم أمام الرأي العام، وعرّت مواقفهم غير المشرفة مع من يمثل الوطن منذ أمد بعيد باستثناء شريكهم في اللون والنزعة والطباع.
الشاهد : أنه قبل أن يجف مداد وقفة (ابن مساعد) الشجاعة وغير المسبوقة مع الأشقاء في نادي النصر على هامش محنتهم الخليجية رغم تعارضها الكلي مع المواقف النصراوية المعروفة تجاه الهلال.. حتى تفاجأنا ببعض (الأبواق) الصفراء عبر الإعلام تفسر الوقفة الأخيرة المتمثلة بدعم ومساندة الأشقاء في نادي الشباب معنوياً في مهمتهم الوطنية آسيوياً.. بما يتماشى وينسجم مع ثقافتها ومبادئها وطباعها.. إذ اعتبرت دعمه للنصر واجباً وطنياً في حين اعتبرت دعمه للشباب آسيوياً تحالفاً ضد النصر.. إلاّ إذا كانوا يعتبرون بختاكور الأوزبكي يمثل الفريق النصراوي ونحن لا نعلم. ربما (!!!).
هؤلاء الذين عرّتهم المواقف.. أجزم بأنه لن يطالبهم أحد بتمثل خُطى الأنقياء في مسألة دعم من يمثل رياضة الوطن خارجياً مادياً أو معنوياً باعتبار ذلك فوق طاقتهم ومفاهيمهم، بقدر ما نطالبهم بالممكن من الدعم المتمثل ب(كف) أذاهم عنهم وذلك أضعف الواجبات.. ولن أقول الكف عن دعم منافسيهم الأغراب لوجستياً وجماهيرياً لأن ذلك إن لم يكن خيانة بيّنة، فهو أحقر وأحط درجات العيب.
أما التحالف ضد النصر والذي لا وجود له إلا في تجاويف الجماجم الفارغة، فقد أعادني إلى الوراء قليلا عندما استضاف (بتال القوس) أحد (إياهم) في برنامج المواجهة، وعندما بالغ الضيف كثيراً في الحديث عن الآخرين الذي يدعي تربصهم بفريقه.. فما كان من القوس إلا سؤال ضيفه عن سبب التربص المزعوم فجاء جوابه هكذا (إنه الحسد)، عندئذ سأله القوس: على ماذا الحسد: هل على البطولات، أم على النجوم، أما ماذا (؟!) عندها أسقط في يد الضيف (المتورم) وكاد يغمى عليه ولم ينطق بكلمة واحدة.
المعنى
(عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي)