إعداد: أحمد سليمان
دقت ساعة الحقيقة في إنجلترا وألمانيا مع وصول البطولتين إلى المرحلتين الأخيرتين، وقد تحدد هوية بطل ال»بريميير ليغ» وال»بوندسليغه» بشكل كبير في عطلة نهاية الأسبوع الحالي..
إنجلترا
يقف ليفربول عائقا بين تشلسي وحلم استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ 2006 وذلك عندما يستضيف الفريق اللندني غد الأحد على ملعب «انفيلد» في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الانجليزي.
وستكون هذه المواجهة قمة بكل ما للكلمة من معنى؛ لما تحمله من أهمية للفريقين، لأن فوز تشلسي على «الحمر» يعني فتح الطريق أمام رجال المدرب الايطالي كارلو انشيلوتي لكي يتوجوا باللقب، خصوصا أن مباراتهم الأخيرة ستكون في أرضهم وبين جماهيرهم أمام ويغان الذي ضمن بقاءه في دوري الأضواء، ما يعني أن هذه المباراة ستكون هامشية بالنسبة للأخير.
أما ليفربول فهو يريد مصالحة جماهيره بعد الموسم المخيب الذي قدمه وآخر فصوله خروجه أمس من نصف نهائي مسابقة الدوري الأوروبي على يد اتلتيكو مدريد الاسباني، والاحتفاظ ببريق أمل وان كان ضئيلا جدا من اجل محاولة الحصول على المركز الرابع، الأخير المؤهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، علما بأنه ضمن على اقله المركز السابع الذي يؤهله للمشاركة في «يوروبا ليغ» الموسم المقبل بسبب حرمان بورتسموث الذي وصل إلى نهائي الكأس المحلية، من المشاركة الأوروبية الموسم المقبل بسبب الأزمة المالية التي يعيشها. يذكر أن بورتسموث هبط إلى الدرجة الأولى لكن كان بإمكانه المشاركة في «يوروبا ليغ» حتى لو خسر نهائي الكأس المحلية أمام تشلسي، وذلك لان الأخير سيشارك في دوري الأبطال.
ويتصدر تشلسي الترتيب بفارق نقطة فقط عن مانشستر يونايتد حامل اللقب والذي يحل بدوره ضيفا ثقيلا على سندرلاند الذي يشرف عليه مدافع «الشياطين الحمر» السابق ستيف بروس الذي أكد انه لن يقدم أي خدمات مجانية لمدربه السابق اليكس فيرغوسون.
وستكون جماهير مانشستر يونايتد خلف ليفربول ربما لأول مرة في التاريخ، على أمل أن ينجح الأخير في إجبار الفريق اللندني على الاكتفاء بالتعادل على اقل تقدير، ما سيسمح لفريق «الشياطين الحمر» في التربع على الصدارة في حال فوزه على مضيفه سندرلاند في مباراة هامشية للأخير لأنه فقد الأمل في الحصول على مركز أوروبي كما انه بعيد جدا عن منطقة الخطر.
وفي حال نجح ليفربول في تقديم هذه الخدمة الجليلة لفريق المدرب الاسكتلندي اليكس فيرغوسون فستصبح الطريق ممهدة تماما أمام «الشياطين الحمر» من اجل الظفر باللقب للمرة الرابعة على التوالي والتاسعة عشرة في تاريخه (انجازان قياسيان)، خصوصا أنهم يستضيفون ستوك سيتي في المرحلة الختامية. أما في حال فوز تشلسي وتعادل مانشستر فسيتوج الأول باللقب من الناحية النظرية لأنه يملك فارق أهداف كبير (61 %مقابل 53%) أما في حال سقوط مانشستر وفوز تشلسي فسيتوج الأخير باللقب للمرة الرابعة في تاريخه بعد أعوام 1955 (الدرجة الأولى سابقا) و2005 و2006 بعيدا عن معركة اللقب، يبدو أن الصراع على المركز الرابع فسيذهب حتى خط النهاية وستكون مباراة الأربعاء المقبل المؤجلة من المرحلة التاسعة والعشرين حاسمة لتحديد من سيرافق تشلسي ومانشستر يونايتد وارسنال إلى دوري الأبطال لأنها ستجمع توتنهام الرابع حاليا ومضيفه مانشستر سيتي السادس.
ويتواجد بين هذا الثنائي أستون فيلا الخامس الذي لا يتخلف عن المركز الرابع سوى بفارق الأهداف، فيما يحتل ليفربول المركز السابع بفارق نقطتين عن توتنهام.
ألمانيا
سيكون بايرن ميونيخ أمام فرصة التقدم خطوة إضافية وحاسمة نحو الفوز باللقب للمرة الثانية والعشرين في تاريخه (رقم قياسي) وذلك عندما يستضيف اليوم السبت على ملعبه «اليانز ارينا» بوخوم المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية وذلك في المرحلة الثالثة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الألماني.
وستكون هذه المباراة بمثابة أول «نهائي» من أصل أربعة بالنسبة للنادي البافاري وفي حال فوزه بها ستكون الطريق ممهدة حينها أمامه للفوز بأول ألقابه هذا الموسم، خصوصا انه يواجه في المرحلة الأخيرة هرتا برلين الذي هبط «منطقيا» إلى الدرجة الثانية.
ويتصدر بايرن ميونيخ الترتيب بفارق الأهداف عن ملاحقه شالكه بعد سقوطه في المرحلة السابقة في فخ التعادل مع بوروسيا مونشنغلادباخ.
لكن الفريق البافاري أمام فرصة هامة للتعويض وقد يتوج باللقب في نهاية الأسبوع في حال فوزه على بوخوم وخسارة شالكه في مواجهة القمة مع ضيفه فيردر بريمن الثالث، لان فارق الأهداف في مصلحته بفارق كبير ،?37( مقابل ?24 لشالكه).
وسيكون فريق المدرب الهولندي لويس فان غال أمام فرصة الظفر بثلاثية تاريخية هذا الموسم لأنه سيتواجد في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 2001 وذلك بعد فوزه في إياب نصف النهائي على مضيفه ليون الفرنسي بثلاثية نظيفة لمهاجمه الكرواتي ايفيكا أوليتش، علما بان مباراة الذهاب انتهت لمصلحته أيضا 1-صفر. كما تأهل بايرن إلى نهائي مسابقة الكأس المحلية حيث سيواجه بريمن في 15 الشهر المقبل. لكن كل شيء قد يذهب أدراج الرياح لأن الفريق البافاري لم يفز بأي شيء حتى الآن، وعليه أولا أن يصب تركيزه على مباراة السبت لان نهائي دوري الأبطال يقام في 22 الشهر المقبل والكأس في منتصف الشهر.
ويحتل بوخوم قبل مرحلتين على انتهاء الموسم المركز السادس عشر برصيد 28 نقطة وهو يجد نفسه مهددا بالهبوط المباشر إلى الدرجة الثانية لان هانوفر السابع عشر الذي يلتقي مونشنغلادباخ، لا يتخلف عنه سوى بفارق نقطة واحدة.
وفي حال نجح بوخوم في المحافظة على مركزه بعد المرحلة الرابعة والثلاثين الأخيرة فسيخوض مواجهة فاصلة مع ثالث الدرجة الثانية من اجل تحديد أي منهما سيتواجد في دوري الأضواء الموسم المقبل.
ويحتل نورمبرغ المركز الخامس عشر بفارق الأهداف عن بوخوم، وهو سيخوض اختبارا صعبا للغاية غدا في ضيافة هامبورغ.
ومن ناحية شالكه لم يفقد مدربه فيليكس ماغاث الأمل في أن يكون اللقب من نصيب فريقه وهو قال بعد تعادل النادي البافاري مع مونشنغلادباخ في المرحلة السابقة (1-1): «أنا متأكد من أن بايرن لن يفوز بمباراتيه الأخيرتين في البطولة». وفي حال صدق ماغاث في توقعاته ونجح فريقه في أن يتوج بطلا، فسيصبح المدرب الفذ أول مدرب يحرز اللقب مع ثلاثة فرق مختلفة لأنه توج به سابقا مع بايرن ميونيخ بالذات عامي 2005 و2005 وفولسفبورغ العام الماضي.
وفي صراع الحصول على المركز الثالث المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فتبدو الفرصة سانحة أمام باير ليفركوزن للابتعاد عن بريمن لأنه يتواجه مع هرتا برلين الذي سيتأكد هبوطه إلى الدرجة الثانية بشكل رسمي اليوم السبت للمرة الأولى منذ 1997 كونه يتخلف بفارق خمس نقاط عن صاحب المركز السادس عشر الذي يخوض مواجهة فاصلة مع ثالث الدرجة الثانية.
ويلعب دورتموند الخامس مع فولفسبوغ الثامن وحامل اللقب، واينتراخت فرانكفورت مع هوفنهايم، وكولن مع فرايبورغ، وشتوتغارت مع ماينتس.
إسبانيا
يسعى برشلونة إلى نفض غبار الخيبة التي مني بها بتنازله عن لقبه بطلا لمسابقة دوري أبطال أوروبا بعد خروجه من الدور نصف النهائي على يد انتر ميلان الايطالي، والتركيز مجددا على معركة الدوري الاسباني على أمل الاحتفاظ باللقب المحلي بعد أن جرد من لقبه الأوروبي ولقب مسابقة الكأس المحلية على يد اشبيلية. ولن يكون برشلونة الذي يبتعد بفارق نقطة واحدة عن ملاحقه وغريمه التقليدي ريال مدريد، أمام مهمة سهلة على الإطلاق في المرحلة الخامسة والثلاثين لأنه يحل اليوم السبت ضيفا على فياريال على ملعب «أل مادريغال»، وهو يأمل أن يحقق نتيجة أفضل من تلك التي سجلها في مواجهتيه الأخيرتين مع «الغواصة الصفراء» عندما تعادل معه 3 - 3 و1-1 على التوالي.
وعلق مدرب النادي الكاتالوني جوسيب غوارديولا على وضع فريقه حاليا قائلا «علينا الآن أن نستعيد توازننا، وان نكون في وضع نفسي جيد والتحضير لمباراة السبت.
لم يكن أمامنا الكثير من الوقت من اجل التحضير لكن الآن بإمكاننا التركيز على إنهاء الموسم بشكل جيد».
وبالفعل، أصبح بإمكان برشلونة أن يصب تركيزه على الدوري المحلي وإلا سيخرج من الموسم خالي الوفاض بعد أن توج في الذي سبقه بستة ألقاب.
وقام رئيس النادي جوان لابورتا بزيارة اللاعبين في التمارين من اجل تقديم دعمه لهم وهو قال «من اجل الفوز بالدوري علينا الآن أن نفوز بالمباريات الأربع المتبقية وسنفعل ذلك».
ولن يكون من السهل على برشلونة أن يحسم المباريات الأربع المتبقية لأنه سيحل في المرحلة قبل الأخيرة ضيفا على اشبيلية الذي يتصارع مع مايوركا للحصول على المركز الرابع، الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. ويخوض النادي الكاتالوني مباراتين سهلتين على ملعبه الأولى في المرحلة المقبلة أمام تينيريفي المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، والأخرى في المرحلة الختامية أمام المهدد الآخر بلد الوليد. واعتبر لابورتا انه من السهل التحدث عن الفوز بالمباريات الأربعة لكن من اجل الفوز باللقب على فريقه أن يقدم كل شيء على أرضية الملعب.
ولن يكون فياريال لقمة سائغة أمام رجال غوادريولا لان فريق «الغواصة الصفراء» يحقق نتائج مميزة منذ أن استلم الإشراف عليه خوان كارلوس غاريدو وهو يقاتل من اجل التأهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الموسم المقبل وهو حتى يملك فرصة أن يكون في دوري أبطال أوروبا لأنه لا يتخلف سوى بفارق ثلاث نقاط عن مايوركا.
ويمكن القول إن سعادة ريال مدريد بتنازل برشلونة عن لقبه الأوروبي توازي إلى حد ما سعادة انتر ميلان بتأهله إلى النهائي، لأن هذا النهائي سيكون في ملعب النادي «سانتياغو برنابيو» في 22 الشهر المقبل، ولو نجح غريمه التقليدي في الوصول إلى هناك سيكون الأمر «مذلا» لفريق العاصمة خصوصا انه ودع المسابقة من الباب الصغير على يد ليون الفرنسي. وسيكون فريق المدرب التشيلي مانويل بيليغريني الذي سيترك ريال بشكل شبه مؤكد في نهاية الموسم، متربصا لأي تعثر من برشلونة من اجل الانقضاض على الصدارة في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم، وهو يخوض الأحد اختبارا سهلا على ملعبه في مواجهة اوساسونا الذي لا يملك أي حظوظ بالمشاركة الأوروبية الموسم المقبل كما انه بعيد تماما عن منطقة الخطر.
لكن مهمة ريال مدريد أيضا لن تكون سهلة بل على الأرجح أنها أصعب من تلك التي يواجهها برشلونة، خصوصا انه سيحل في المرحلة المقبلة ضيفا على مايوركا الذي لم يخسر سوى مباراتين هذا الموسم على ملعب «أونو» أمام اشبيلية وبرشلونة.
ويلعب النادي الملكي في المرحلتين الأخيرتين مع ضيفه اتلتيك بلباو الذي يصارع أيضا على مركز أوروبي، ومضيفه ملقا المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية (على اقله حاليا).
وبدوره يخوض فالنسيا الثالث مباراة صعبة أمام مضيفه الكاتالوني اسبانيول، لكن المعركة الحقيقية ستكون على المركز الرابع بما أن فريق المدرب اوناي ايمري ضمن بشكل كبير مركزه الثالث لأنه يبتعد بفارق ست نقاط عن اقرب ملاحقيه.
وأصبحت المعركة على المركز الأخير المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا خماسية لان مايوركا الرابع لا يتقدم سوى بفارق ست نقاط عن اتلتيك بلباو الثامن، وهو سيحل ضيفا على الأخير بعد غد الأحد، وفي حال نجح النادي الباسكي في حسم هذه المواجهة سيدخل بقوة إلى خط الصراع على هذا المركز.
أما اشبيلية الخامس الذي يتخلف بنقطتين عن مايوركا، فهو يستضيف اتلتيكو مدريد المنتشي بتأهله إلى نهائي «يوروبا ليغ» على حساب ليفربول الانكليزي.
ويحل خيتافي السابع بفارق ست نقاط عن مايوركا ضيفا على بلد الوليد صاحب المركز الثامن عشر بنفس عدد نقاط تينيريفي التاسع عشر قبل الأخير والذي يستقبل بدوره راسينغ سانتاندر.
إيطاليا
أصبح بإمكان انتر ميلان أن ينكب حاليا على معركة الدوري الايطالي لان نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا على بعد أكثر من 20 يوما، وهو يخوض الأحد اختبارا صعبا على الملعب الاولمبي في روما ضد لاتسيو ضمن المرحلة السادسة والثلاثين.
ويملك انتر فرصة للظفر بثلاثية تاريخية لأنه يتصدر الدوري المحلي وتأهل إلى مسابقة الكأس المحلية، ثم نجح الأربعاء في تحقيق حلم التأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1972 بعدما جرد برشلونة من لقبه رغم الخسارة أمامه صفر-1 في إياب نصف النهائي وذلك لفوزه ذهابا 3 -1.
وكان انتر ميلان انتزع الصدارة من روما في المرحلة السابقة مستفيدا من سقوط الأخير في أرضه وبين جماهيره أمام سمبدوريا 1-2 وهو يأمل أن يحافظ على اقله على فارق النقطتين الذي يفصله عن فريق العاصمة الذي يحل اليوم السبت ضيفا على بارما.
وفي حال نجح فريق المدرب البرتغالي الفذ جوزيه مورينيو في حسم مواجهته الصعبة مع لاتسيو المهدد بالهبوط إلى الدرجة الثانية، فستكون الطريق ممهدة أمامه للظفر باللقب للموسم الخامس على التوالي لأنه يستقبل كييفو في المرحلة المقبلة قبل أن يحل ضيفا على سيينا صاحب المركز التاسع عشر قبل الأخير حاليا.