مع أن ما كشفه المسؤول الأمني الخليجي المختص بمكافحة المخدرات يتداوله العراقيون وبخاصة في محافظتي البصرة والعمارة من تقديم الأجهزة الإيرانية الرسمية تسهيلات تصل إلى حد المشاركة في تمرير المخدرات وتهريبها إلى الدول العربية المجاورة وبخاصة العراق والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية إلا أنها تؤكد الآن وتوثق في ندوة رسمية.
هذه الأقوال يتناقلها ويعرفها العراقيون في المحافظات الحدودية مع إيران وقد عزز هذه الأقوال الانتشار الغريب للمخدرات وتعاطيها في العراق حيث انتشر تهريب هذه المواد التي يراد بها تحطيم الشعب العراقي إلى كافة محافظات القطر ومع أن العراق كان من الدول القليلة التي لم تجد المخدرات إليها سبيلاً في السنوات الماضية رغم كل سنوات الحرب والحصار، إلا أن الانفتاح على إيران جعل الأراضي العراقية مجالاً خصباً لتجار ومهربي المخدرات الذين يجدون مساعدة وتعاون من السلطات الإيرانية.
هذا القول كان يواجه بتشكيك وبخاصة من «أصدقاء إيران» إلا أن صدور تأكيدات من أروقة الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي تشارك فيها أربع وعشرون دولة يجعل (الشكوك) حقيقة فالوقائع تؤكد الأقوال، إذ قال رئيس جهاز مكافحة المخدرات في البحرين بأن جميع القضايا التي تم ضبطها من قبل أجهزة الأمن في البحرين والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت وصلت عبر المياه الإقليمية لإيران وتضمنت جميع أنواع المخدرات.
الأخطر من ذلك أن المسؤول الخليجي، وهو ما وافقه عليه المسؤولون الأمنيون الآخرون في هذا المجال، كشف بأن إيران لا تتعاون في مجال مكافحة المخدرات وأنها لم تمرر أي معلومة لأي دولة خليجية بالرغم من أن دول الخليج العربية ترسل لإيران معلومات ومذكرات لوجود عصابات تهريب وترويج مخدرات تأتي من مياهها الإقليمية وأراضيها.
امتناع إيران عن التعاون والشكوك من تقديم تسهيلات لعصابات المخدرات وارتباط ذلك بتمويل التطرف عبر تجارة المخدرات يجعل إيران في خانة الدول التي تدعم الإرهاب وتعمل على تحويله عن طريق ترويج المخدرات في البلدان التي تسعى إلى إضعافها حتى يسهل عليها السيطرة عليها ومد نفوذها السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي والاجتماعي.
***