Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/05/2010 G Issue 13729
السبت 17 جمادى الأول 1431   العدد  13729
 

للهِ عَيْنُكَ وَهْيَ تَرْفُلُ بِالرِّضَا !
شعر: الدكتور عبدالله بن ثاني

 

حِيَنمَا نَشَرَتْ جَرِيدَةُ الجزيرة صُورَةَ الأمِيرُ سَلْمَان وهو مُطِلٌّ عَلَى مَشَارِفِ وَادِي حَنِيفةَ..كَانَ يمْنَحُ نَظْرَةَ التَّارِيخِ لِلأرْضِ، وَيُتَرْجِمُ سِرُّ التُّرَابِ...

قَسَمَاً بِرَبِّ الصَّافِنَاتِ جِيَادِي

إنَّ المُرَوَّعَ في ثَرَاكِ فُؤَادِي

لَكِ مِنْ شُمُوسِ الفَجْرِ غُرَّةُ مُهْرَةٍ

وَلِصَوْتِكِ الحَانِي تَرَنُّمُ شادي

اسْقي العِطَاشَ فَكَفُّهُمْ مَرْفُوعَةٌ

رُحْمَاكِ إنِّي فِي الحَوَادِثِ صَادِي

تَتَلاطَمُ الأيَّامُ فِي جَنَبَاتِهَا

بِرَوَائحٍ مِثْلَ اللّظَى وَغَوادِي

وَبَكَى المُفَجَّعُ وِتْرَهَا مِنْ شَاهِقٍ

يَجْرِي النَّعِيُّ بِرُوحِهِ وَيُنَادِي

فَهَوَى وَرَاءَ الأُفْقِ بَرْقُ حَيَاتِهِ

وَتَجَلَّلَ البَرْدَانِ ثَوْبَ حِدَادِ

حَكَمَ القَضَاءُ عَلَى الدَّيَاجيرِ التِي

صَكَّتْ وُجوهَ الشِّيبِ والأوْلادِ

فَتَعَذَّرَتْ تِلْكَ الدُّجَى أحْلامَهُ

وَتَبَدَّدتْ فَاهْرِيقَ كَأْسُ رُقَادِ

سَكِرَتْ بِهِ العُتْبَى وَمِلْءُ جُفُونِهِ

سُهْدٌ تَغَشَّاهَا وَشَوْكُ قَتَادِ

وَجَثَتْ عَلَى رَسْفِ القُيُودِ جِرَاحُهُ

ثُمَّ احْتَبَتْ فِي دَمْعَةِ العُوَّادِ

أوَّاهُ مِنْ هَمِّ السَّجِين فإنَّهُ

كَاللَيْلِ دَاجٍ فِي أسَىً وَسَوَادِ

وَجَثَا عَلَى بَابِ الهَوَانِ وَكِفْلُهُ

رَصَدَانِ مِنْ ذُلٍّ وَمِنْ أصْفَادِ

حَلَّ القَصِيدُ إزَارَهُ وَلِسَانُهُ

حَتَّامَ أبْقَى فِي بِلَىً وَنَفَادِ

فَامْنَحْ قَوَافِيَّ التُّرَابَ تَرَنُّمَاً

مِثْلَ الطُّيُورِ بِغُصْنِهَا المَيَّادِ

والحُبُّ عُذْرُكَ إنْ تَقَاصَرَ بَحْرُهَا

والجُودُ كُلُّ الجُودِ فِي الإنْشَادِ

أُعْطِيتَ آفَاقَ الجَمَالِ فَطِفْ عَلَى

قَفْرِ النَّسِيبِ بِرِقَّةٍ وَوِدَادِ

وَلَقدْ ذكَرْتُكَ وَالخُطُوبُ شَوَاهِدٌ

يَاسَيِّدِي فَهَفَا إلَيْكَ مُرَادِي

عَاهَدّتُ نَفْسِي أنْ تكُونَ مَدَائحِي

لَكَ بَيْتُهَا يَا مُهْجَةَ الأكْبَادِ

سَلْمَانُ وَالْتَفَتَتْ رَبِيعَةُ كُلُّهَا

بَكْرٌ وَتَغْلِبُ وَالّذِي فِي النَّادِي

وَتَجُرُّ كُلَّ عَرَمْرَمٍ وَضِرَامُهَا

إِرْثُ الجُدودِ وَثَوْرَةُ الأحْفَادِ

تَحْتَ الظُّبَى يَتَفَاخَرُونَ بِمَجْدِهِا

وَصَبا بِهَا الدَّهْرُ الوَقُورُ الهَادِي

كَسَرُوا قُيودَ الذُّلِّ أوَّلَ سَاعَةٍ

حَارَ الزَّمَانُ بِلَيْلِهَا الرَّعَّادِ

يَا سَيِّدِي هِيَ نَظْرَةٌ مَمْلُوءَةٌ

مِنْ يَوْمِ ذِي قَارٍ بِوَرْيِ زِنَادِ

لوْ أنَّ أرْضَاً كَلَّمَتْ مَنْ قَبْلَكمْ

لَتَحَدَّثَتْ مَعَكَ الثَّرَى بِالضَّادِ

فِي رُوحِهَا ألْقَى الخُلُودُ رِحَالَهُ

وَمَضَى يُحَدِّثُ عَنْ خُطَا الأجْدَادِ

الوَائلِيُّونَ الكِرَامُ وَهَاهُنَا

مَلَئُوا السِّنِينَ بطَارِفٍ وَتِلادِ

مُسْتَنْفِرونَ عَلَى الطُّغَاةِ كَأنَّهُمْ

خُلِقُوا لِمَا فِيهَا مِنِ اسْتَعْبَادِ

هَدَمُوا عَلَى كِسْرى العُرُوشَ بِصَوْلَةٍ

حَفَرَتْ سَنَابِكُهَا جِبَالَ السَّادِي

وَتَخَضَّبَتْ كَفُّ الشُّمُوخِ وَبَأسَهُمْ

قَهَرَ البُغَاةَ وَزُمْرَةَ الجَلادِ

مَلأَ الفَضَاءَ خُيُولُهُم وَسُيوفُهُمْ

قَطَعَتْ عُرَىً فُتِلَتْ عَلَى اسْتِبْدَادِ

قَوْمٌ إذَا وَثَبَ العِرَاكُ تَوَاثَبُوا

نَحْوَ الوَغَى أُسْدَاً مِنَ الأغْمَادِ

وَسَرَوْا كَمَا يَسْرِي السُّهَى وَجِبَاهُهُمْ

تَرْمِي النُّجُومَ بِسَجْدَةِ العُبَّادِ

فَتَعَمَّمَتْ بِهِمُ الشُّمُوسُ وَتَاجُهُمْ

قَدْ رَصَّعَتْهُ مَكَارِمٌ وَمَبَادِي

قِفْ بِالمَرَابِعِ وَالقِلاعِ فَشَجْوُهَا

أصْغَى إلَي خِرِّيتِهَا الوَقَّادِ

مَنْ مِثْلَ سَلْمَانٍ يُتَرْجِمُ سِرَّهَا

فَجْرَاً يُشِعُّ بفَرْحَةِ المِيلادِ

يَاسَيِّدي لَكَ بَوْحُهَا أُغْرُودَةً

لِتَزُفَّ لَحْنَ حَوَاضِرٍ وَبَوادِي

غَرُّ السَّحَابِ عَلى فُرُوعِكَ قَيِّمٌ

بِحَنِيفَةٍ تَنْمَى أصُولُ الحَادِي

وسَعَى بِكَفَّيْكَ النَّدَى وَتَقَطَّعَتْ

أسْبَابُهُ فَأغَثْتَهُ بِالزَّادِ

هِيَ نَظْرَةُ التَّارِيخِ للأرْضِ التِي

أحْيَتْ رُسُومَ َمُثَبَّتِ الأوْتَادِ

للهِ عَيْنُكَ وَهْيَ تَرْفُلُ بِالرِّضَا

والمَجْدُ يَمَّمَ بَطْنَ ذَاكَ الوَادِي

وادٍ بِهِ قَامَ المُلوكُ بِدَعْوَةٍ

هِيَ عُرْوَةٌ وُثْقَى وَسَيْفُ جِهَادِ

حَنَفِيَّة ٌ بَيْضَاءُ يَقْصُر دُونَهَا

هِمَمُ الرَّدَى وَطَوَائفُ الأوْغَادِ

لاتَعْجَبُوا مِنْ مِدْحَتِي لِحَنيفَةٍ

فَالأهْلُ أهْلِي وَالبِلادُ بِلادِي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد