الجزيرة - سعود الشيباني
رفع مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج والمشرف العام على الندوة الاقليمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية على دعمهم لاقامة الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات التي دشنها الأمير نايف بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء الماضي واستمرت فعالياتها يومين وشاركت بها «26» دولة عربية وإسلامية وصديقة.
وقال اللواء المحرج ان توجيهات ولاة الامر - يحفظهم الله - كان لها الفضل في انجاح هذه الندوة بدءا من الفكرة ومرورا بإعداد الخطة وسياسة الندوة وانتهاء بتدشين وفعاليات الندوة التي تسارع الجميع للمشاركة بها بهدف الوصول لفائدة والقضاء على آفة العصر التي اصبحت تهدد كيان دول العالم غنيها وفقيرها.
وقال اللواء المحرج إن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اعطى جل اهتمامه للندوة الاقليمية الاولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات حيث ساهم في الدعم الا محدود لها وكذلك حضوره - حفظه الله - ودشنها وكذلك افتتح المعرض المصاحب لفعاليات الندوة.
وقال اللواء المحرج في هذه الندوة التي اختتمت فعالياتها أمس الأول: حشدت الكوادر وطرح العديد من الافكار وسط جو تسوده المحبة والسعي لما يخدم الأمة العربية والإسلامية والصديقة مشيرا الى ان المشاركين في الندوة انبهروا من حسن التنظيم والتخطيط للوصول للفائدة المرجوة.
وتمنى مدير عام مكافحة المخدرات ان تكون التوصيات مفتاح نجاح وتطوير لجميع الجهات المشاركة بالندوة والتمشي بها لتعم الفائدة التي عقدت من أجلها الندوة.
وختم اللواء المحرج كلمت قائلا: إن رجال مكافحة المخدرات يواصلون مسيرتهم في مكافحة السموم، وأن مشكلة المخدرات تكمن في منظمات خطيرة تجتاح العالم في العصر الحالي وتسبب مشكلات عديدة في معظم بلاد العالم، وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، منوها بالأهمية الكبيرة التي أولتها الهيئات الدولية والإقليمية لمشكلة المخدرات وإدمانها، ورصدها الأموال ومحاولاتها المستمرة بالتوصل إلى حلول تحد من تفشيها، وتقلل من نتائجها المدمرة.
أبرز أوراق العمل التي طرحت بالندوة
طرح الدكتور المقدم خليل بن عبيد الحازمي مدير إدارة مكافحة المخدرات بالمديرية العامة لحرس الحدود ورقة عمل قال فيها: اثبتت نتائج البحوث والدراسات العلمية وكذلك الاحصائية والمعلوماتية تنامي ظاهرة المخدرات تهريبا وترويجا وتعاطيا على المستوى الدولي وتؤكد صحة هذه النتائج ارتفاع نسبة التهريب بشكل ملحوظ وبخاصة الدول المستهدفة بهذه الظاهرة حيث أظهرت الاحصائيات ان الدول العربية من الدول التي تعاني من تلك الظاهرة، والمملكة العربية والسعودية واحدة من تلك الدول التي تعاني من تنامي تلك الظاهرة.
وأشار الدكتور الحازمي إلى ان حبوب الكبتاجون والحشيش سجلت أرقام متزايدة في السعودية نتج عن ذلك وجود حوالي (288000) حالة ادمان بالمملكة وتزايد عدد المتعاطين بشكل كبير.
من جانب آخر طرحت الدكتورة منى بنت حمزة الصواف استشارية ورئيسة قسم الأمراض النفسية في مستشفى الملك فهد في جدة, ورقة عمل ذكرت ان مافيا المخدرات تجري تعديلات جينية في بذور الحشيش مما ينتج عنها ارتفاع تأثير المواد الخطر ة من 5 إلى 45 في المائة، الأمر الذي يعني أن الحشيش المعدل جينيا يتساوى في خطورته مع الهيروين.
وكشفت الدكتورة الصواف ان بالفترة الأخيرة تساوت نسبة الإناث مع الذكور في إدمان مسكنات الألم ذات منشأ المورفين إلا أن الذكور أكثر عرضة للإدمان من الإناث بنسبة الضعف.
واستغربت الدكتورة الصواف تصرفات بعض الأمهات من إعطاء الأطفال ما أسمته بمضادات الحساسية أو ماء غريب للتقليل من حركتهم خاصة في المناسبات الاجتماعية، مبينة أن الضرر يكمن في خلق سلوك اعتيادي عند الطفل لتناول المواد التي تدفعهم للاسترخاء وقد يكون مستقبلا سببا للإدمان.
وكشفت الصواف ان دول الخليج مستهدفة بشكل كبير عن غيرها من دول العالم.
من جانبها، قدمت الدكتورة فاتن حسين حوى مستشارة قانونية في منظمة الخبراء الدولية وأستاذ الحقوق في جامعة بيروت العربية بعض الحلول العملية لمكافحة جرائم الاتجار بالمخدرات عبر الإنترنت من خلال الجاسوسية الرقمية ورصد ومراقبة الأعمال الحاسوبية.
وبين مدير مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية العميد عبد الله الجميل خلال عرضه ورقة عمل خلال جلسات الندوة الإقليمية الأولى لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات أمس الأول تحت عنوان تجربة المملكة في مكافحة المخدرات، أن المملكة بادرت في المكافحة من دول المنشأ وإذا لم تستطع اكتشافها فلديها دول الترانزيت، وكذلك خطوط الدفاع الأولى عبر حدود المملكة المتمثلة في حرس الحدود والجمارك.
وكشف العميد الجميل ان المديرية تلقت 1019 بلاغا لقضايا غسل الأموال عام 2008، موضحة ارتباطها بقضايا تهريب وترويج المخدرات، موضحا إدانة 129 شخصا في قضايا غسل أموال خلال السنوات الخمس الماضية لها ارتباط بالمخدرات.
وكما استعرضت فريدة أبو القاسم العلاقي المدير التنفيذي لمؤسسة مينتور العربية تجربة المؤسسة في مجال وقاية الشباب والأطفال من المخدرات، ونوهت بضرورة الإسراع في بناء تحالف عربي يضم أطرافاً أهمها الشباب في مواجهة التحديات الحياتية الجديدة لهم ليقود خطط التطوير والعلاج والبناء.
وأوضح الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن مشاركة الجامعة في تنظيم هذه الندوة المهمة التي تحظى برعاية كريمة من سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تأتي انطلاقاً من إدراك الجامعة لمسؤولياتها تجاه آفة المخدرات وآثارها المدمرة لمكتسبات الشعوب باعتبارها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب والجهة الموكل إليها تنفيذ الإستراتيجيات العربية التي يقرها أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب في مجال مكافحة المخدرات.
وأبان الدكتور الغامدي أن جامعة نايف أولت مكافحة المخدرات جل عنايتها واهتمامها وأفردت لها حيزاً كبيراً في خارطة برامجها العلمية والتدريبية وذلك لمواجهة التطورات المتسارعة في مجال التهريب والتصنيع، مضيفا أن المناشط التي نفذت لمكافحة المخدرات شملت الدورات التدريبية والحلقات العلمية والندوات والمؤتمرات والمحاضرات والدراسات والبحوث التي نفذت في إطار الإستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات واستفاد منها العاملون في هذا المجال من (22) دولة عربية إضافة إلى المناشط التي نفذت بالتعاون مع المؤسسات ذات الصلة على المستوى الإقليمي والدولي.
وأفاد أن الجامعة نفذت (100) برنامج تدريبي و(20) حلقة علمية و(15) دورة تطبيقية من خلال كلية التدريب وكلية علوم الأدلة الجنائية تناولت جميع ما يتعلق بالمخدرات من سبل كشف تصنيعها وزراعتها وتهريبها وفحصها واكتشافها في سوائل الجسم ومكافحة ترويجها، كما عقدت الجامعة أكثر من (32) ندوة علمية ونظمت أكثر من (36) محاضرة وأصدرت (52) إصداراً علمياً تناولت موضوع المخدرات وأصبحت مراجع رئيسية للباحثين في هذا المجال عربياً ودوليا، وفي إطار الدراسات العليا تمت مناقشة (109) رسائل ماجستير ودكتوراه كما تقوم الجامعة بتدريس مساق علمي متخصص يمنح درجة دبلوم مكافحة المخدرات لتأهيل رجال الأمن في هذا المجال على أسس علمية وعملية مناسبة وتساير الأساليب الحديثة التي ابتدعها مروجو ومهربو المخدرات في هذا العصر.
أما رئيس المحكمة بجمهورية مصر العربية القاضي محمد محمد الالفي فقدم ورقة عمل بعنوان الانترنت والاتجار بالمخدرات قائلا: دخول المخدرات عالم الانترنت أمر اعترف به الجميع فقد أشارت لجنة البلدان الأمريكية لمكافحة المخدرات تعاطي المخدرات التابعة لمنظمة الدول الامريكية في تقريرها عن نصف الكرة الارضية لعامي 1999 و2000م الى ان شبكة الانترنت أصبحت مستخدمة أكثر من الوسائط الأخرى في زيادة انتاج المخدرات المصنعة واتساع رقعته وأن الجماعات الاجرامية المنظمة تستخدم العولمة والاتصالات الفورية والتحويلات المالية الالكترونية في تحسين كفاءة أنشطة الاتجار بالمخدرات وهذا ما أكده مكتب مكافحة الجريمة والمخدرات التابع للأمم المتحدة حيث حذر من استخدام شبكة الانترنت في الاعلان والترويج لمواد غير مشروعة وبخاصة للمراقبة منتهكة في ذلك أحكام المعاهدات الدولية وتحول دون تطبيق أحكام التشريعات الوطنية.
وبين القاضي الالفي بعض انماط جرائم الانترنت منها لعب القمار حيث يوجد أكثر من ألف موقع للعب القمار وينفق الأمريكيون ما يزيد على (600) مليار دولار سنويا في اندية القمار، اما جرائم الارهاب فتستخدم الجماعات الارهابية شبكة الانترنت بنشر الأفكار الارهابية والترويج لها عبر المواقع الالكترونية.
وتجنيد الشباب وتبادل المعلومات، كذلك المواقع الاباحية فقد اكدت الدراسات ان حجم الاقبال على شبكة الانترنت يتضاعف تقريبا كل مائة يوم حيث صرحت وزارة التجارة الأمريكية بأن عدد الصفحات في النسيج العالمي بلغ (200) مليون صفحة في نهاية عام 1997 و440 مليون صفحة في نهاية عام 1998م وأن عدد رواد النسيج بلغوا 140 مليونا في عام 1998م.
وفي عملية احصاء أجرتها مؤسسة زوجبي في مارس عام 2000 م وجد أن أكثر من 20% من سكان أمريكا يزورون الصفحات الاباحية.
جرائم المخدرات
وجاء في ورقة القاضي الالفي عن جرائم المخدرات: يعد ادمان المخدرات آفة تصيب الفرد والمجتمع فضلا عن الأمراض والمشكلات التي تلحق بالمدمن فان البنيان الاجتماعي يتصدع وينهار وتتفكك الروابط الاسرية وتتدنى قدرة الانسان على العمل فيقل الإنتاج كما يتزايد عجز الشباب عن مواجهة الواقع والارتباط بمتطلباته وتتفاقم المشكلات الاجتماعية ويزداد العنف والاغتصاب والسرقة والقتل والانتحار.