(الجزيرة) - محمد العيدروس
أكَّد الدكتور فهد بن سلطان السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن لقاء نجران الختامي كان فرصة جيدة لجمع المسؤولين عن الخدمات الصحية، وشرائح متعددة من أبناء وبنات الوطن على طاولة الحوار، والوصول إلى رؤى وأفكار وطنية أجمع عليها المشاركون في نهاية اللقاء، لتطوير القطاع الصحي من خلال تنفيذ مشروع وطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة. كما أوضح أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عندما طرح موضوع الخطاب الثقافي السعودي كان ينظر إلى المرحلة الفكرية والثقافية التي تمر في مجتمعنا وبالعالم بوجه عام، حيث إن الثقافة الوطنية في عالم اليوم لم تعد بمعزل عن التأثر بالثقافات العالمية، والحضارات الإنسانية اليوم، وفي حالة تفاعل وتواصل، والمملكة ليست خارجة عن مجال التأثر والتأثير أيضاً، لأن عصر الاتصال، وعصر الفضائيات المنتشرة في كل مكان ألغت مسألة العزلة. كما تناول الدكتور فهد السلطان في اللقاء التالي مشاريع المركز الجديدة ومنها مشروع سلسلة: «رسائل في الحوار»، والمشاريع الشبابية والتطوعية، وكذلك مشاريع المركز في مجال التدريب إلى نص الحوار:
اختتم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مؤخراً اللقاء الختامي الوطني الثامن للحوار الفكري المخصص للخدمات الصحية، الذي عقد في نجران، فما هي النتائج التي تتوقعون أن يحققها المجتمع من خلال ما تم مناقشته في اللقاء؟
- المركز يتوقع أن تكون النتائج التي توصل إليها اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري «الخدمات الصحية: حوار بين المجتمع والمؤسسات الصحية» قد عكست رأي المشاركين، وأن تكون ممثلة أيضاً لرأي المجتمع، فهي تأتي تتويجاً لخمسة لقاءات تحضيرية عقدها المركز قبل عقد اللقاء الختامي، شارك فيها أغلب شرائح المجتمع. كما مثل اللقاء الختامي واللقاءات التحضيرية فرصة جيدة لجمع المسئولين عن تقديم خدمات الرعاية الصحية مع شرائح مختلفة من المجتمع وفي عدد من المدن والمحافظات على طاولة الحوار، وطرح الرؤى الوطنية حيال ما يقدم للمواطن من خدمات صحية.
وفي اللقاء الختامي في نجران عبّر ممثلو الجهات الحكومية المقدمة للخدمات الصحية بعد الاستماع لما قدمه المشاركون في اللقاء من مقترحات ومطالب عن اتفاقهم مع ما جاء في تلك المقترحات ومع الآراء الهادفة التي طرحها المشاركون والمشاركات لتطوير الخدمات الصحية وشمولها كماً ونوعاً، وأكَّدوا أنه يمكن تحقيق ذلك عبر دعم تنفيذ المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، وهو ما أشار إليه المركز في البيان الختامي للقاء، وهذا يعكس مدى أهمية النتائج التي حققها اللقاء، التي من أبرزها اتفاق الرؤى والأفكار بين المشاركين بعد عدة جلسات من الحوار على هدف واحد وهو تطوير الخدمات الصحية وتقديمها بالشكل الذي يتطلع إليه المواطن في جميع مناطق المملكة، ونتوقع إن شاء الله أن تجني القطاعات الصحية والمواطن ثمار توصل إليه المشاركون في لقاء نجران الختامي.
أقدم المركز على فتح قناة حوارية جديدة تتمثل في قراءة الخطاب الثقافي السعودي.. فإلى ماذا يهدف هذا التوجه؟
- عندما أقدم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على نقاش الخطاب الثقافي السعودي كان ينظر إلى المرحلة الفكرية والثقافية التي تمر بنا وبالعالم بوجه عام، فالثقافة الوطنية في عالم اليوم لم تعد بمعزل عن التأثر بالثقافات العالمية، والحضارات الإنسانية اليوم، وفي حالة تفاعل وتواصل، والمملكة ليست خارجة عن مجال التأثر والتأثير أيضاً، لأن عصر الاتصال، وعصر الفضائيات المنتشرة في كل مكان ألغت مسألة العزلة، وكان من الضروري الانفتاح على مختلف الحضارات للاستفادة مما تطرحه من تقنيات على مختلف الأصعدة، لكن هذه الاستفادة ينبغي إلا تؤثر في قيمنا وثوابتنا الدينية والوطنية.
ويظل المثقفون بحكم اطلاعهم على مختلف الثقافات العالمية هم الأقرب إلى تمثل الثقافات الأخرى سواء عن طريق التأثر بها أم التأثير فيها، ومن هنا جاء ملتقى الخطاب الثقافي السعودي ليؤكد على قيمتين جوهريتين هما: التواصل والتفاعل الثقافي بين مختلف الأطياف الثقافية والفكرية بالمملكة، وقراءة العناصر الثقافية العالمية ومدى استفادة المملكة منها.
وهاتان القيمتان ترتكزان بشكل أساسي على ما تطرحه ثقافتنا الوطنية من فعاليات وعناصر، وما تستند عليه من أصالة وقيم ومبادئ وبالتالي نستطيع أن نصل إلى رؤية وطنية مشتركة لما يجب أن تكون عليه ملامح الخطاب الثقافي السعودي.
أصدر المركز مؤخراً سلسلة: «رسائل في الحوار» فماذا يهدف المركز من وراء هذا الإصدار؟
- هذه السلسلة تأتي بوصفها مشروعاً من مشروعات التواصل مع القارئ العام، لقد أصدر المركز من قبل عدداً من الإصدارات الحوارية التأسيسية الموسعة التي تناقش مختلف الجوانب النظرية والتطبيقية عن الحوار بشكل مفاهيمي واصطلاحي، وبشكل شرعي وتاريخي يعودان إلى عرض الظواهر الحوارية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين، وموقف القرآن الكريم والسنّة النبوية من مسألة الحوار، والحوار بين الأنا والآخر، وأدب الحوار وقيمه، هذه الإصدارات مهدت الأرضية الثقافية - إذا صح التعبير - لتقبل مسألة الحوار وثقافة الحوار، وتأتي هذه الرسائل التي تصدر في كتيبات صغيرة، لتتخلى بشكل ما عن اللغة النخبوية أو الأكاديمية في طرح مسألة الحوار، لتكون أكثر سلاسة وأكثر تبسيطاً لمجالات الحوار كي تصل إلى القارئ العام الذي يهمه أن يتعرف بشكل موجز ومكثف عن أبرز مفاهيم الحوار، وأبرز عناوينه.. فالسلسلة موجهة إلى هذا القارئ العام وإلى الطلاب والشباب ليتعرفوا بشكل مبسط عن مجالات الحوار وآدابه.
إلى أين وصل المركز في البرامج التدريبية لنشر ثقافة الحوار؟
- مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني يواصل بشكل مكثف برامجه التدريبية المتنوعة التي تهدف لنشر وترسيخ قيم ومبادئ ثقافة الحوار سواء بالنسبة للفرد أو الأسرة وقد اعتمد خطة إستراتيجية بهذا الخصوص بحيث نصل لثمانية ملايين مستفيد من هذه البرامج التدريبية (متدرب ومتدربة) خلال ثلاث سنوات يقوم على تدريبهم (1700) مدرب ومدربة معتمدين وقد وصلنا بفضل الله حتى الآن إلى (250.000) مستفيد من هذه البرامج في مختلف مناطق ومحافظات المملكة، والتدريب هو أحد الأهداف الرئيسة التي يضعها المركز نصب عينيه، حيث تسير هذه البرامج في خط متوازٍ وجنباً إلى جنب مع خطط وإستراتيجيات المركز لنحقق ما نصبو إليه على أرض الواقع واعتقد ولله الحمد أن نتائج هذه البرامج يلمسها الجميع ولا سيما أنها تصل لقطاعات مختلفة حكومية وأهلية من خلال اتفاقيات شراكة وقعت مع هذه الجهات لتدريب منسوبيها وهناك إقبال منقطع النظير على هذه البرامج التدريبية من الجنسين.
البرامج الشبابية تمثل هاجساً بالنسبة لكم.. ما الذي قدمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في هذا الخصوص؟
- أعتقد أن قضايا الشباب تمثل هاجساً حيوياً بالنسبة للجميع والاهتمام بقاعدة الشباب هو أيضاً أحد الأهداف المهمة التي يسعى المركز لتحقيقها لذلك كان من المهم العمل على إيجاد برامج خاصة بفئة الشباب تعنى بهم وبهمومهم وقضاياهم ولعل برنامج بيادر للعمل التطوعي الذي يعنى بتطوع الشباب في نشر ثقافة الحوار إضافة إلى «برنامج سفير الذي يتيح للشباب السعودي فرصة الاحتكاك بثقافات شبابية مختلفة بحيث يتعرف كل طرف على الآخر لإزالة كل ضبابية بين هذه الثقافات والعمل على التقريب بينها وإتاحة الفرصه للطرفين لتبادل المعلومات ومعرفة الآخر بشكل جلي دون وسيط ولعل استضافة المركز لأكثر من لقاء شبابي بهذا الخصوص كلقاء الشباب السعودي الهندي أو الياباني أو البريطاني وتلمسه لأهمية هذه اللقاءات وما نتج عنها دليل ضرورة التواصل في مثل هذه البرامج وتكريسها ومحاولة توسيع قاعدتها كونها أحد أهم البرامج التي تستهدف فئة مهمة جداً وتسهم في التقريب بين الثقافات وردم كل فجوات الاختلاف، أيضاً هناك برنامج جديد «جسور» وهو يصب في هذا الاتجاه.