Al Jazirah NewsPaper Saturday  01/05/2010 G Issue 13729
السبت 17 جمادى الأول 1431   العدد  13729
 
بلغت تكلفتها مليار ريال
الرياض تشهد افتتاح أول حديقة مغطاة من نوعها في العالم عام2013

 

الجزيرة -واس:

يبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع حدائق الملك عبدالله العالمية بمدينة الرياض بعد شهرين تقريباً بعد اكتمال تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع الذي يعد أحد أهم المشروعات البيئية على مستوى العالم وإنجازاً تاريخياً يضاف للمملكة في صناعة الحدائق لاحتوائه على نماذج متعددة من الحدائق العالمية القديمة والحديثة بتصاميم فريدة من بيئات مناخية متنوعة حول العالم.ويتمركز المشروع غرب مدينة الرياض بمحاذاة طريق الرياض - جدة السريع في أرض صحراوية قاسية المناخ يجري العمل على تطويعها من خلال توفير الإمكانات من حيث التحكم بنسب الهواء والرطوبة والتربة لتلائم العديد من النباتات الاستوائية والشتوية والرطبة التي سيتم جلبها من جميع مناطق العالم لتضمها حدائق الملك عبدالله في وسط بيئي مماثل لبيئاتها الطبيعية.

وتتغلب حدائق الملك عبدالله العالمية على مشكلة المياه عن طريق الاستفادة من إعادة معالجة المياه من جديد واستخدام الطاقات البديلة في مجال المياه والكهرباء والاستفادة من أقل كمية ممكنة من المياه السطحية.

وتعيد حدائق الملك عبدالله في هذا المشروع الصورة التي كانت عليها النباتات في القرون القديمة في الجزيرة العربية، وتنقل في الوقت ذاته رسالة تعريف عن البيئة التاريخية القديمة وتدرجاتها الزمنية التي مرت بها عبر متحف نباتي وحيواني يدمج التاريخ بالطبيعة، ويقدم لمحة تاريخية عن طبيعية المنطقة في الماضي السحيق.ويتيح المشروع البيئي الفرصة لاكتشاف وشرح التغييرات البيئية في العالم وشرح عملية التغيير المناخي والبيئي على كوكب الأرض واكتشاف العصور النباتية.

ويرى منجزو تصميم حدائق الملك عبدالله الذي حاز على جائزة أفضل تصميم على مستوى الشرق الأوسط أن الحدائق بإمكانها الاستفادة من المصادر الطبيعية للطاقة كتلك التي توفرها الشمس والرياح بالإضافة إلى الاستفادة من الأمطار عن طريق التخزين والحفر.كما يعد المشروع الذي يقام على مساحة 2 مليون متر مربع وبتكلفة إجمالية تتجاوز ألف مليون ريال، أحد الإنجازات التاريخية في صناعة الحدائق ومن المشروعات العملاقة على المستويين المحلي والعالمي، الذي من المتوقع أن يتم الانتهاء منه كلياً خلال العامين القادمين بمشيئة الله.وتتشابه هذه الحديقة مع العديد من الحدائق في العالم مثل حديقة تشيلسيا ومعرض باندس جارتن شوا بألمانيا ومعرض فلوريدا في هولندا التي نجحت استثمارياً فهي بذلك تعد فرصة استثمارية واعدة.وتتكون حدائق الملك عبدالله العالمية من ست حدائق تشمل الحدائق النباتية وحديقة الوادي والحدائق العلمية والمائية والدولية والطبيعية.وتنقسم الحدائق الست إلى حدائق أصغر منها وتتفرع عنها كحدائق الطيور والفراشات والزواحف والزهور والضوء والصوت وحديقة للفيزياء والاكتشاف والمتاهة وحدائق خاصة بالأطفال ومتنزهات للعائلات والشباب ومرافق خدمية متكاملة من الأسواق والمسارح والجلسات والمقاهي والملاعب وغيرها، بالإضافة للعناصر التكميلية الأخرى كالساحات الرئيسة للاحتفالات والمناسبات ولإقامة المعارض والمهرجانات وأماكن الجلوس والتنزه ومبنى الإدارة والمشتل الزراعي والمساجد ومجمعات التكييف والكهرباء ومباني الأمن ومراكز التذاكر ومواقف للسيارات التي تتسع لأكثر من 50 ألف سيارة.ومن المؤمل أن تصنع حدائق الملك عبدالله من نفسها وجهة للزوار والسياح من أرجاء العالم نظير ما ستتفرد به عن بقية الحدائق في العالم بأسلوبها العصري المتوائم مع بيئتها المحلية التي روعيت بصحراويتها وصخورها ورمالها ويوجد في العالم أكثر من 2.500 حديقة نباتية سجلت العديد من النجاحات في استزراع النباتات المحلية والمستجلبة إلا أن حدائق الملك عبدالله سوف تفرض نفسها كأحد المقاصد السياحية الجديدة.بظروفها البيئية والمناخية تحت سقف مغطى هو الاول من نوعة على مستوي العالم

وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات الدكتور إبراهيم الدجين أوضح أن حدائق الملك عبدالله هي عبارة عن هدية من شعب لملك بمناسبة البيعة يوم أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مقاليد الحكم وقال: «من هذه النقطة جاء التفكير في مشروع يضاهي حجم المناسبة، ويعكس ما توليه المملكة من اهتمام بارز للبيئة والمحافظة عليها بتحقيق مشروع - حلم - يلبي حاجات المجتمع الاقتصادية والصحية والتنموية والاجتماعية».

وأبان أن المشروع قد قارب على الانتهاء من مرحلته الأولى حيث طُرحت مرحلة القطع والحفر والدفن والتسوية ووضع السياج والتنظيف والتهيئة والمراقبة والإلكترونية وقال الدجين: «تم الانتهاء من أعمال الميول الترابية في المشروع وأنجز فيها 90 بالمئة وأنجز فيما يتعلق بأعمال الحفر الصخري 85 بالمئة وأعمال الميول وحدود الحفر والردم 45 بالمئة، وأعمال تنظيف الموقع وترحيل المخلفات 70 بالمئة، وأعمال التسوير 95 بالمئة وأعمال الكمرات والربط الاتصالي والإلكتروني 80 بالمئة ولوحة المشروع أنجز منها 75 بالمئة وغرف الحراس تم الانتهاء منها بنسبة نهائية تقريباً».

وتوقع الدجين أن تنتهي هذه المرحلة في مدة أقصاها 31- 5-1431هـ مضيفاً «نحن بصدد الدخول في المرحلة الثانية وهي مرحلة بناء الحديقة، ومن أجل هذا الأمر تم تأهيل 16 شركة منها شركات أجنبية وشركات محلية وخليجية بتكلفة إجمالية تلامس المليار ريال».وعدّ الدجين هذه المرحلة من أهم مراحل المشروع وهي مرحلة البناء والتشييد لذا كان لابد من الاختيار الدقيق للمقاول حيث تم اختيار العديد من الشركات داخل المملكة وخارجها بلغت 17 شركة من السعودية والخليج واليونان وفرنسا والصين وكوريا وتركيا، ويتم تأهل المكتب الفائز عن طريق مكتب استشاري تم قبوله في الأمانة.وتوقع وكيل الأمانة للخدمات أن يتم البدء في المرحلة الثانية من مشروع حدائق الملك عبدالله بعد شهر رمضان من العام الجاري مؤكداً أن مدة الانتهاء من المشروع كاملاً بحدود 30 شهراً.

وحول التصاميم الهندسية للمراحل الابتدائية والمتقدمة للمشروع، تابع الدجين قوله «تعددت الأفكار التصميمية للمشروع من قبل المكاتب المحلية والعالمية وقد طرحت مسابقة دولية وكونت لجنة تحكيم وتم الإعداد لطرحها بدعوة العديد من مكاتب دولية وقد طلب من المكاتب المحلية التضامن مع المكاتب الدولية للدخول في هذه المسابقة وتقدمت 4 مكاتب ثم توالت المراحل الأخرى وصولاً إلى مرحلة التحكيم التي تتضمن الفرز وإعلان النتائج وقد تم طرح الوثائق عبر لجنة ممثلة لكافة الأبعاد الثقافية والعلمية والدينية والمعمارية والبيئية والنباتية والاستثمارية» وأضاف «بعد الانتهاء مما سبق تم وضع مجموعة من التصورات الأولية عن المشروع عبر مجموعة من المكاتب ولجنة التحكيم التي حددت نقاط القوة والضعف وتم اختيار التصميم الفائز بنسبة تصويت بلغت 69 بالمئة بناء على المعايير سابقة الذكر».

وتتبع للمشروع عدد من الإدارات وهي الإدارة التنفيذية وإدارة الإنتاج الإعلامي والتسويق وإدارة الموقع والمرافق وإدارة الحدائق والكائنات الحية ولكل إدارة تفصيلها الخاص بها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد