«الجزيرة» - فيصل الحميد
تفاءلت شركتا التعدين العربية السعودية (معادن) والكوا الأمريكية اللتان تعتزمان إقامة مجمع للألمنيوم في رأس الزور بالعثور على مفتاح خلال عمليات مسح المنطقة تمهيداً لإقامة المشروع. واعتبرت الشركتان أن ذلك فأل خير لفتح باب أكبر منطقة لإنتاج الألمنيوم في العالم، حيث ستضخ الشركتان أكثر من 40 مليار ريال لإنشاء مشروع متكامل لصناعة الألمنيوم في المملكة بنسبة 74.9% لشركة معادن و25.1% لشركة الكوا.
وقدمت الشركتان المفتاح كهدية تذكارية للمهندس عبدالله بصفر نائب رئيس معادن لمشاريع الألمنيوم. وقال سعد الذواد مدير عام الأمن الصناعي في معادن ل(الجزيرة): خلال عملية مسح المنطقة التي ستحتضن مشاريع الألمنيوم في رأس الزور تم العثور على مفاتيح في أرض المشروع من ضمن بعض المخلفات في الموقع، وتم الاحتفاظ بها وتقديمها كذكرى للمهندس بصفر بصفته مهندس صناعة الألمنيوم في الشركة.
وبين الذواد وهو مدير الإدارة التي تولت الإشراف على عملية المسح أن المفتاح الذي وجد في أرض المشروع أوحى للقائمين على عملية المسح والمسؤولين في معادن والكوا أن ذلك سيفتح باب صناعة الألمنيوم في المملكة. ومن المنتظر أن يكون المشروع المشترك الأبرز من نوعه والأقل كلفة لإمداد أسواق الشرق الأوسط والأسواق العالمية بمادة الألمونيوم الأولوية ومادة الألومينا ومنتجات الألمونيوم.
ويشتمل المشروع في مراحله الأولوية على صناعة متكاملة تتضمن منجم للبوكسايت بطاقة إنتاجية أولية قدرها 4 ملايين طن متري سنوياً، ومصفاة لإنتاج الالومينا بطاقة أولية قدرها 1.800.000 طن متري سنوياً، بالإضافة إلى مصهر للألمنيوم بطاقة أولية قدرها 740.000 طن سنويا، و مصنع للدرفلة بطاقة إنتاجية أولية للخطوط الساخنة تتراوح ما بين 250 ألفاً إلى 460 ألف طن سنويا، وسيركز مصنع الدرفلة بصورة شاملة على إنتاج الصفائح النهائية والرقائق لإنتاج علب الألمونيوم، وسيكون من أكبر مصانع الدرفلة المتقدم تقنياً بالعالم.
وتوقع تقرير حديث صادر عن الأهلي كابيتال أن تصبح المملكة أحد اللاعبين الرئيسين في صناعة الألمونيوم العالمية، وتأخذ تصدرها لموثوقية إمدادات الطاقة بأسعار معقولة لثبات قاعدة احتياطيها من (البوكسايت) والتي تقدر بنحو 126 مليون طن، وكذلك الألومينا التي تبلغ نسبتها في مناجم الزبيرة نحو 58%، حيث ستعطي السعودية ميزة تنافسية في السوق العالمية.
وحدد التقرير العام 2016 للانطلاق نحو الريادة العالمية بصناعة الألمنيوم وهو العام المقرر حسب التقرير للانتهاء من ثلاثة مصاهر بقيمة 19.3 مليار دولار وستنتج نحو 2.44 مليون طن متري سنويا من الألمنيوم. ويتفق التقرير مع ما ذهب إليه رئيس شركة معادن الدكتور عبدالله الدباغ الذي وصف مشروع الألمنيوم في رأس الزور بأنه سيضع المملكة محوراً رئيساً لصناعة الألمنيوم وقطاع الصناعات التحولية في المنطقة.
وقدر التقرير مجموع استهلاك السوق المحلية من الألمونيوم في عام 2008 بنحو 199 ألف طن بقيمة تصل إلى 3.45 مليارات ريال، بمعدل نمو وصل إلى 42%، مقابل انخفاض في الاستهلاك العالمي من الألمونيوم بنحو (8.3%) في عام 2009 إلى 34.300 مليون طن، وذلك لانكماش الطلب في الصناعات الرئيسة ذات العلاقة مثل السيارات وقطاع البناء، متوقعاً في ذات السياق أن يرتفع الطلب العالمي على الألمونيوم إلى 12.8% أي ما يعادل 38.7 مليون طن سنوياً بقيادة الصين. وعلى مدار العشر سنوات الماضية بدأت دول الخليج في تنفيذ إستراتيجيات طويلة الأجل تهدف إلى تطوير صناعة الألومنيوم، بعد أن أصبحت المنطقة في وضع يؤهلها لأن تصبح من كبرى المناطق الرئيسة المنتجة للألومنيوم على مستوى العالم.
ففي عام 2000 بلغت حصة دول المجلس من الإنتاج العالمي للألومنيوم 1.8 مليون طن متري سنوياً. وبحلول عام 2008 ارتفع الإنتاج إلى 2.2 مليون طن متري سنوياً وهو ما يعادل 5.4% من الإنتاج العالمي، وتشير التوقعات إلى وصول الإنتاج إلى 6 ملايين طن عام 2015، ثم 9 ملايين طن في عام 2020 وهو ما يعادل 13% من الإنتاج العالمي.