رغم نفي شرطة دبي وجود ألف وأربعمائة سجين سعودي في سجون دولة الإمارات، وبالذات إمارة دبي التي تشهد إقبالاً من الشباب الخليجي، وبالذات السعودي؛ ل(التمتع) بما هو متاح هناك، إلا أن الحقيقة أن هناك عدداً لا بأس به من الشباب الذين يحلون «ضيوفاً» على سجون دبي، والذي يريد معرفة الأرقام الحقيقية عليه أن يتصل بالقنصلية السعودية في دبي ويعرف الرقم الصحيح.
ودبي ليست وحدها التي تستضيف سجونها شباباً سعوديين؛ فمثلهم أو أكثر هناك «ضيوف» في القاهرة، وآخرون في المغرب، وفي سوريا ولبنان والأردن والعراق، وفي أمريكا وأوروبا وآسيا، وقد نصل إلى أن نجد في كل دولة يتواجد لنا «ضيوف» في سجونها..!!
لماذا يتعرض السعوديون للاعتقال عندما يغادرون خارج بلدهم؟ وهل هم وحدهم الذين يواجهون المشاكل؛ وبالتالي يقتادون إلى السجون..؟
في الواقع السعوديون ليسوا وحدهم من يتعرضون لهذا المصير؛ فهم مثل غيرهم، عندما يخالفون وينتهكون قوانين البلدان التي يزورونها لا بد أن يُحاسبوا ويُعاقبوا على ذلك، إلا أن الملاحظ أن نسبة شبابنا هي الأكثر؛ وهذا يفرض أن تُدرس هذه الحالة التي أصبحت ظاهرة منذ وقت طويل، وعلى من يهمه الأمر دراسة تقارير السفارات السعودية في الخارج عما يفعله بعض الشباب، صحيح أنهم «قلة»، ولكن هذه القلة، إضافة إلى تشويههم سمعة المملكة العربية السعودية، يدمرون مستقبلهم؛ خاصة أن الأغلبية منهم طلبة مبتعثون، ذهبوا إلى تلك البلدان للدراسة فغرقوا في اللهو، وسرقتهم المخدرات من مقاعد الدراسة، وبدلا من التوجه إلى الجامعات أصبحوا يقبعون في السجون.
آخر هذه القصص المؤلمة ما ذكرته صحيفة الحياة عن إلقاء القبض في مدينة مايسولا الأمريكية على طالب سعودي (36 عاما) بتهمة التحرش بفتاة في أحد النوادي الليلة، وبعد ذلك، وفي الليلة نفسها، التحرش بفتاتين في منزليهما، إضافة إلى التعري غير اللائق.. كل هذا جرى في ساعتين فقط ليلة السبت الماضي..!!
لا أقول السعوديون ملائكة، وإننا الأفضل، ويجب أن نكون (نُسَّاكًا) حينما نخرج خارج بلدنا.. ولكن قليلاً من الحياء.. وأن نلتزم باحترام أنفسنا بوصفنا بشرا ننتمي إلى بلد محترم.
jaser@al-jazirah.com.sa