حين يعود رئيس نادٍ مثل الأمير عبد الرحمن بن مساعد إلى أرض الوطن في هذه الأجواء الرياضية المشحونة بالتصريحات والبيانات التي تسكب الزيت على النار.. ثم يُوقف مسلسل البيانات ويُطالب منسوبي ناديه بالتفرغ للعمل الإيجابي داخل النادي للمزيد من الإنجازات.. وفي الوقت ذاته يرفع رأسه للاهتمام بالفرق التي تُمثِّل الوطن في البطولة الآسيوية.. ويُجسِّد ذلك باتصال هاتفي مع رئيس الشباب خالد البلطان أكد فيه حضوره لقاء فريق الشباب مع باختاكور مساء أمس.. فضلاً عن دعوة جماهير ناديه لمؤازرة «الليث».. فإننا لا نملك كإعلام رياضي أمام هذه القرارات والتصريحات إلا أن نقول: «أسفرت وأنورت يا رئيس الهلال».. فمبثلكم تتم تنقية الوسط الرياضي المشحون.. وبمثل هذه العقلية الإدارية المتزنة تتخلى الجماهير الرياضية تدريجياً عن ظاهرة التعصب «المقيت» التي يسعى البعض إلى تأصيلها وتدعيم أساساتها ب(تصريحات) و(بيانات) تتضخم فيها الأنا.. وكأن صاحبها يريد أن يقول لنا: «أنا الأقوى»!!.. وفي المقابل فإن رئيس الشباب خالد البلطان واجه هذه المبادرة الهلالية الرائعة بتأكيده حضور لقاء الهلال في دور ال16.. ودعم الهلال بجماهير الشباب التي أدرك جيداً أنها (تتكاثر) مع تكاثر بطولات الشباب..
البلطان بتصرفه هذا كأنه يريد أن يثبت للوسط الرياضي بأن ناديه ليس «الجدار القصير» الذي يقفزه أي أحد.. ولكنه في المقابل يقابل المعروف بالمعروف.. والإحسان بالإحسان.. البلطان تمثَّل مطلع قصيدة «فزّاع» الشهير: (تبونها خير خير.. تبونها شر شر).. اللهم أكفنا شر الأشرار.
الكوكب والرمة إلى الثانية
ينتظر الوسط الرياضي القرار المتوقع بزيادة فرق دوري زين السعودي للمحترفين.. وعليه سيتم إلغاء الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى وإلى الثانية.. وكذلك الثالثة.. وسيكون هذا القرار إن حدث بمثابة المكافأة لستة فرق تأكد هبوطها للدرجة الأدنى.. فماذا عن أندية الدرجة الثالثة المكافحة التي لن تستفيد من هذا القرار إلا في حالة واحدة هي زيادة أندية الدرجة الثانية إلى ستة عشر فريقاً على أقل تقدير.. لينضم فريقا الكوكب والرمة بصفتهما ثالث ورابع أندية الدرجة الثالثة في دوري الصعود الأخير ولا سيما إذا عرفنا أن الكوكب متصدر مجموعته بالنقاط والأهداف وكذلك الرمة.. غير أن ركلات الحظ الترجيحية حرمت الرمة من صعود كانوا هم الأقرب إليه.. وهذا لا يقلل من أحقية فريق التقدم الذي كافح حتى وصل إلى ما يصبو إليه.. وأما الكوكب فخسر أمام المستضيف العيون المدعوم بجماهيره.. بعد أن كان الكوكب هو البادئ بالتسجيل.. وذلك يعني أن فريقي الكوكب والرمة جديران بالصعود ومشاركة أندية الدرجة الثانية وربما كانا سيفعلانها لو بقي نظام اللعب من دور واحد.. غير أن إعادة نظام (المقص) بمباراة واحدة أجهض تفوق الكوكب والرمة في الأدوار التمهيدية.. وأخرجهما صفر اليدين من موسم رياضي طويل شاق.. زيادة فرق الدرجة الثانية أعتقد أنه يصب في مصلحة الكرة السعودية.. ذلك أن عدد فرق الدرجة الأدنى لا بد أن يكون أعلى.. وحقيقة فإنني أرى أن الحل الأمثل هو رفع عدد فرق الدرجة الثانية إلى عشرين فريقاً تضم الكوكب والرمة والقلعة والنخيل والزيتون والحائط.. وهي الفرق التي تأهلت إلى دورة الصعود.. وبالإمكان وضع هذه الفرق العشرين في مجموعتين.. فذلك سيزيد من فرص اكتشاف المواهب في كافة مناطق ومدن المملكة.. ويجعل التعرف عليهم أيسر وأسهل.. فهذه الفرق العشرين ستعمل على استقطاب المواهب من الحواري والأندية التي حولها ومشاركتهم في دوري مُتابع سيجعل احتمالية انتقالهم إلى الأندية الكبيرة أكبر.. وسيسهل تواجد عشرين فريقاً في دوري الثانية العناء على الأجهزة الفنية المعنية بالبحث عن المواهب في الأندية الكبيرة.. كما سيرفع ذلك من وتيرة الحراك الرياضي في الكثير من مدن المملكة.. ويجعل أبناء هذه المدن الصغيرة أكثر التصاقاً بأنديتهم.. فالمشاركة في دوري طويل يختلف عن نظام دوري المناطق الذي ينتهي في أشهر معدودة.. فهل يجد هذا الاقتراح طريقه إلى طاولة اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم.. وما هو رأي الأندية المعنية بهذا الاقتراح؟!
مقاربات
لا بأس من النقد الفني لحكم لقاء الذهاب بين النصر والهلال خليل جلال.. لكن من غير المعقول أن يتحوَّل جلال إلى مادة دسمة للكثير من مقالات الكُتَّاب الذين غلّبوا ميولهم.. وتفننوا في (تجريح) الأخ المسلم المواطن السعودي خليل جلال من كلا الطرفين.. أنا أعتقد أن جلال ارتكب أخطاء في ذلك اللقاء.. لكن هذا لا يعني أن يصل النقد إلى أسلوب النيْل من شخصية الحكم.
الزميل علي الصحن كتب أن حسن العتيبي حارس الهلال وصلته أربع كرات.. ثلاث اكتفى بالفرجة عليها وهي تدخل مرماه!! الهدف الأول جاء من تسديدة صعبة جداً وفي الزاوية التي يقف فيها الحائط البشري.. والثاني جاء برأسية بلال الذي لم يجد أية مضايقة من دفاع الهلال.. والثالث من ضربة جزاء.. فماذا تريد يا علي من حسن أن يفعل؟!!
الزميل عيسى الجوكم رئيس القسم الرياضي في الزميلة (اليوم) أشاد بالأستاذ تركي الخليوي أمين عام اتحاد كرة اليد من خلال قبوله المواجهة على الهواء في مساء الرياضية مع الطرفين المتنافسين الأهلي والخليج.. وكسب قناعة المشاهدين من حيث الأسلوب والمنهجية والقوة والثقة التي بدا عليها (الأمين) على خلفية القرارات التي أصدرها اتحاد اليد في حق المتسببين في أحداث لقاء الفريقين.. لقد أنصفت الرجل يا عيسى.
إذا لم يتم رفع عدد أندية الدرجة الثالثة.. فليس أقل من إنصاف الكوكب والرمة.. فهما يستحقان اللعب في الدرجة الثانية.. أتمنى أن لا يُكافأ الهابط على حساب المكافح.