تروادني كثيراً فكرة المسح اليومي للشوارع الرئيسة في العاصمة، للخلوص بمستجدات السلوك في القيادة للعربات، تحديداً بعد برامج التوعية، ونسب الحوادث، وعقوبات التجاوز والمخالفات، وانتشار الدوريات المرورية الرقابية، وقسائم المخالفات، وتحديد السرعة.. غير أن أمراً مثل هذا يحتاج لما يعهده الباحثون والمراقبون والمتابعون من الوقت والجهد والفريق المتفرغ.., لكن قبل شهور علمت عن نظام ساهر الإلكتروني، وبرنامجه الدقيق، ومنهجه في متابعة المركبة، وحصر سلوك من يجلس خلف مقودها، وبأن مخالفة ما لن يكون بوسع أحد ما أن ينفذ منها، أو آخر يتجاوز له عنها، كان ذلك في مهاتفة مع العقيد عبد الرحمن المقبل، مدير مرور منطقة الرياض، حيث أجده أذناً صاغية لكل ما يحرِّضني لنقله من الشارع إليه، سواء هو أو نائبه العقيد عبد العزيز أبوحيمد، فكلاهما نموذجان متميّزان للمسؤول اليقظ، الحاضر عند كل نداء، وعرفت يومها أن الحريص الأول لتنفيذ هذا المشروع المتطور «ساهر» هو الأمير النابه محمد بن نايف، لاسيما بعد أن تقدّمت أساليب المتابعة ورقابة الطرق بشكل فعَّال يمكنه تحقيق أهداف: سلوك السائق في ضوء الوعي، والوعي كأول أبجدية للتحضّر، تمثّله حركة المرور المزدوجة، بين قائد المركبة ومراقب الحركة.
الآن بدأ نظام ساهر، والسهر ليس ليلاً، بل هو اليقظة حتى في عيون النهار، وآن للناس أن يتفاعلوا مع الجهود والأهداف، وأن يقدموا مصلحة الشارع وحق الناس فيه، ليس بالسلام قولاً فقط، كما دعا لذلك رسول الهدى صلى الله عليه وآله وصحابته وسلم، بل السلام فعلاً في أسلوب الامتثال لقوانين السير، واستخدام المركبة، وتقديم واجبات المواطنة الحقة والإنسانية الراقية، والحرص على نموذجية السلوك مع هذه المسخرات, دون أن يكون الموجه الأول أو الضابط الرئيس هو الخوف من العقوبة فقط.