الجزيرة - هبة اليوسف
تجمع عدد من أولياء الأمور أثناء مشاهدتهم المعرض التابع لمهرجان الطفل للتوعية بأضرار التدخين تحت شعار «لا تقربها» بمنتزه سلام حول العيادة المتنقلة، وكانوا يسألون الطبيب بشغف عن طرق الإقلاع، وذلك بعد استماعهم إلى المعلومات التي عرضتها جمعية نقاء أثناء افتتاح المهرجان يوم أمس الذي افتتحه المدير العام للجمعيات والمؤسسات الخيرية بوزارة الشؤون الاجتماعية مشوح بن عبدالرحمن الحوشان، بحضور أعضاء مجلس إدارة نقاء وأعضاء الجمعية العمومية وعدد من المهتمين والمختصين ببرامج مكافحة التبغ ووسائل الإعلام المحلية؛ حيث تم التحدُّث عن تأثير التدخين السلبي على الأطفال؛ فالمدخن لا يستنشق سوى (15 %) من المواد الضارة، بينما يستنشق من حوله الـ(85 %) المتبقة، وغالبا ما يكونون أطفالا؛ ما يصيبهم بأمراض في الجهاز التنفسي كالالتهاب الرئوي، وتزيد نسبة إصابتهم بالربو، كما تزيد احتمالية إصابتهم بأمراض الأذن الوسطى التي يمكن أن تضعف سمعهم وتزيد احتمالية إصابتهم بسرطان كريات الدم البيضاء وأورام الدماغ بالطفولة.. وقد كشفت الدراسات عن أن أطفال المدخنين الذين يرغبون في التدخين هم أضعاف أضعاف عدد أطفال غير المدخنين؛ حيث يريد أطفال المدخنين تجربة التدخين؛ إذ انه عندما يدخن أحد الوالدين فإن الطفل يعتبره من سلوك البالغين الناضجين، وسوف يشعر بالرغبة في استخدام هذا السلوك فور استطاعته.
وعلى هامش المهرجان استطلعت (الجزيرة) آراء الزوار؛ حيث قالت إحدى السيدات (وهي مدخنة): المهرجان كان رائعا، وقدَّم لنا معلومات مهمة جدا، والكثير منها كنا نجهله. وتمنت أن تتكرر مثل هذه المهرجانات التي تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين؛ حيث ذكرت: أنا مدخنة، وقد جعلتني هذه المعلومات أعيد النظر في الموضوع؛ فقد أثر فيّ كثيرا؛ إنه يؤثر على صحة أطفالي.
وأثناء جولة (الجزيرة) التقت الدكتور قذاف البدري المدير الطبي للعيادات المتنقلة حيث ذكر: العيادات المتنقلة نقوم خلالها بزيارة بعض المؤسسات الحكومية والخاصة، ونقدّم لهم خدمة وهي مساعدة موظفيهم في الإقلاع عن التدخين. وعادة نسبة الإقلاع تتجاوز الـ50 % والحمد لله. من جانب آخر قال الأمين العام لجمعية نقاء سليمان بن عبدالرحمن الصبي إن هذا المهرجان يأتي ضمن مشروع رياض بلا تدخين، وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية. مشيرا إلى أن الهدف من هذا المهرجان هو حماية الأطفال من التدخين وآثاره السيئة من خلال فعاليات تتناسب مع فئاتهم العمرية لضمان وصول رسالتنا التوعوية إليهم بوصفهم الفئة الأكثر تضررا من التدخين، ولاسيما التدخين السلبي الذي يستنشقونه في المنزل أو السيارة أو الأماكن العامة، وقد أكدت التقارير الطبية أن التدخين السلبي هو السبب المباشر في انتشار أمراض الحساسية والربو وأمراض القلب والسرطان بأنواعه المختلفة.