في ظل الفوضى المرورية العارمة، وفي ظل التصاعد الملحوظ لأعداد القتلى والجرحى نتيجة للحوادث المرورية.
وفي ظل الاتفاق بين الناس أن المرور يمثل مشكلة وهماً.
هل يمكن لنظام ساهر الذي انطلق قبل أيام أن يسيطر على الأزمة الفادحة، وهل يستطيع هذا النظام أن يعيد الثقة والاطمئنان إلى النفوس المضطربة.
البدايات تبشر بخير من خلال وجود رجال المرور في أماكن كثيرة في الشوارع الرئيسية في مدينة الرياض، يتابعون ويرشدون ويبذلون ما في وسعهم لفرض النظام والحد من الفوضى.
جهد المرور ظاهر وواضح في حدود إمكاناته، ولكن يظل السؤال الملح هل في الإمكان جعل الرياض مدينة آمنة مرورياً مع انطلاق نظام ساهر.
إن ما أراه أن النظام الجديد قد يحد من أزمة المرور ويقلل من الحوادث في الطرق الرئيسية، ولكن ماذا عن الشوارع الداخلية حيث المفحطون والمسرعون وعاكسو خط السير، ثم ماذا عن بطء السير في الطرقات الرئيسية مثل طريق الملك فهد والتخصصي وطريق مكة.
الأمر أكبر من ساهر، والمشكلة تحتاج إلى تضافر جهود جهات كثيرة ابتداء من تقليص عدد المركبات الفردية في الشوارع إلى غرس احترام الطريق بين فئات كثيرة من المجتمع مثل الشباب المتهور، والعمالة، ومن هنا فإن وزارة الثقافة والاعلام مطالبة بحملة تجاري نظام ساهر، ووزارة التربية والتعليم تحتاج إلى ترسيخ فكر جديد في الناشئة يبنى على احترام حق الآخرين في السير، ووزارة الشؤون الإسلامية مطالبة بتوجيه الأئمة والخطباء والدعاة إلى الإكثار من النصح والإرشاد وإبراز التوجه الإسلامي في إماطة الأذى عن الطريق والتركيز على حرمة قطع الإشارة ومضايقة الناس في الشوارع والوقوف الخطأ حتى عند المساجد والتفحيط وغير ذلك من سلوكيات تخالف مبادىء الإسلام ووزارة العمل تحتاج إلى التشدد في جلب العمالة المخصصة لقيادة السيارات حيث نرى أن أكثر السائقين يستقدمون لهذه المهنة وهم جهلة بأبسط قواعدها.
نظام ساهر وحده لا يكفي واتهام جهاز المرور وحده بالتقصير غير واقعي فكل الجهات التي أشرت إليها وقبل كل ذلك الأسرة مشاركة في التقصير ومسؤولة عن أزمة المرور.