من العادات السلوكية في المجتمع، الاعتماد الكلي في البيوت على العمالة المنزلية، التي لم تقتصر الاتكالية إليهم في شؤون التنظيف والطبخ وإدارة شؤون المرء العامة، بل الاعتماد الكلي عليهم في شأن متابعة الصغار، وتغذيتهم، واللعب معهم، وتبديل ملابسهم، والجلوس إليهم في ساعات قيلولة الوالدين، أو خروج المرأة للزيارات أو التسوق.. وهناك من لا يهتم بشأن نظامية العمالة داخل البلاد فيمنحونهم شرعية العمل ويظلونهم بضرورة الحاجة.. وحين يسقط في أيديهم فيجدونهم سراقا، أو مخالفين للآداب، أو مرضى، أو استغلاليين، فإنهم يستبدلونهم بأمثالهم، حتى تقع الفأس في الرأس حين يستيقظون على طفل قد اعتدي عليه بأي نوع من الاعتداءات، أو خطف أو قتل، ومع ذلك لا تجدي تعليمات النظام نفعا مع هؤلاء المواطنين والمواطنات الذين يغلبون حاجاتهم الفردية على مصالح النظام أولا وأمان أطفالهم وبيتهم تحديدا..
بالأمس عممت رسالة إلكترونية بفقد طفلة رضيعة تدعى مها، وبجوار صورتها صورة العاملة التي هربت بها، صورة لا توحي بوجه إجرامي ولا تُلمح تقاطيعه بسمات اعتدائية، بل هو لامرأة مستترة بحجابها لا يبدو منها سوى وجه مريح.. الطفلة مها كيف خطفتها هذه المرأة؟ أين أمها وأين أبوها..؟ وتترى مثل هذه المواقف والأحداث وبعدها تضرب الكفوف أسداسا في أخماس...
متى سيتم التعامل الصارم مع الأولياء المفرطين في مسؤولياتهم، المستهترين بأماناتهم..؟
متى سيضرب بقوة على الأيدي الآخذة بأيدي العمالة المستترة عن النظام لمظلات بيوتهم..؟
ما الأمراض العديدة الدخيلة للأجساد والنفوس ثمارا فاسدة لهذا التعامل بإفراطه..؟
اللهم أعد الضالين من الصغار واحفظهم..، واهد أولياءهم ونورهم، وأعن المسؤولين على مخلفات الهاربين عن النظام.. بسطوة العقاب، وقانون النظام.