الله أكبر كل شيء هالك إلا وجهه، لقد فاضت الروح الطاهرة إلى بارئها - بإذن الله - إنها روح علم من أعلام الأدب والتاريخ والفقه والمشبعة بحب الله وحب رسوله ثم حب الوطن وقيادته، إنها روح الشيخ أحمد بن علي آل الشيخ مبارك ذلك الشيخ الذي نشأ في أحضان عائلة وأسرة كريمة حباها الله بحب العلم وخاصة علوم الدين واللغة فمنذ أن يعرف الصغير منهم ما حوله يعلمونه أمور دينه وما ينفعه من العلوم، ولكن مع هذا طمحت نفسه إلى ما هو أكبر من ذلك، ألا وهو نهل العلوم من منابعها، فبحث عن إطار يؤطر به ما اكتسبه من علوم على يد أسرته، فكان أمامه عدة خيارات.
وبعد تجربة بعضها خارج وطنه اختار الأزهر فكان من أوائل المبتعثين في العقد الخامس من القرن الرابع عشر الهجري، فنال شهادته العليا ثم التفت إلى جامعة أخرى وأخذ دبلومها وعاد إلى وطنه متشبعاً بالعلوم وبالثقافة الغالية من احتكاكه بالعملاقة أمثال د.زكي مبارك ود.عبدالوهاب عزام وغيرهم؛ فساهم في تحديث التعليم كمدير للتعليم في جدة ثم اختطفته الدبلوماسية ليخدم بلاده خارجها حيث آخر عمله خارجها أول سفير للمملكة في دولة قطر بعد الاستقلال ثم في إدارة الشؤون الإسلامية بالوزارة، وبعد أن أدى ما عليه تجاه وطنه وأمته عاد إلى معشوقته ومسقط رأسه هجر ليقيم ندوة أحدية يرتادها العالم والأديب والمتعلم وعاشق الأدب، فكانت مدرسة أخرى اختتم بها حياته كعميد لأسرة آل مبارك الكريمة.
رحم الله شيخنا أحمد بن علي آل مبارك وعزاؤنا لأسرة آل مبارك الكرام ولأبنائه وعائلته الكريمة، و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) .