بصراحة سجَّل رجال الأمن في ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة درساً جديداً من دروس التعامل وترسيخ المفهوم الإسلامي بأن (الدين المعاملة)، ولم يكن مستغرباً التصرف الحكيم لرجال أمن ملعب الأمير عبد الله الفيصل الذين صعقوا وذهلوا من تصرف لم يكن على البال ولا على الخاطر عندما قام مترجم فريق بندكور الأوزبكي بالاعتداء على حكم اللقاء ولم يكتف بذلك، بل قام بالاعتداء وركل رجل أمن لم يكن له أي دور في نتيجة المباراة، ولقد تعودنا أن نشاهد بعضاً من هذه الممارسات في مواقع مختلفة ودائماً عندما يصل الأمر إلى الاعتداء على رجال الأمن يتم معاملة المعتدي بالعنف والقوة وطرحه أرضاً وتكبيله وسحبه ولو على الأرض حتى قذفه في سيارة الأمن أو مكان الأمن المخصص في نفس الموقع، وقد لا يلامون أحياناً بسبب وقاحة التصرف الأهوج كما فعل ذلك المترجم ولكن رجالنا تميزوا بمبدأ حسن العمل وحسن التعامل فكان تصرفهم راقياً إلى درجة أكثر من ممتازة وبخاصة عندما سايروا واستلطفوا المعتدي ولم يصدر منهم أي ردة فعل وقاموا بواجبهم على أحسن وجه وعكسوا الوجه الحقيقي لرجل الأمن والمواطن السعودي على حد سواء، وهذه التصرفات لم تأت من فراغ، بل جاءت من العقيدة السليمة والصافية لأبناء هذا البلد، وكذلك لرجال أمن بلادنا العظيمة برجالها بدون استثناء. وإذا كان هناك من شكر خاص فإنه من الإنصاف أن يجيّر لرجال وزارة الداخلية بصفة عامة ورجال الميادين بصفة خاصة الذين يعكسون الصورة الحسنة عن أبناء هذا البلد، فشكراً نقولها لجميع منسوبي أمننا البواسل وعلى رأسهم سمو سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز وسمو نائبه اللذان لهما الفضل بعد الله في ما وصل إليه أمن هذه البلاد ومستوى تعامل منسوبيها ولا يمكن لأي منصف أن ينسى أو يغفل أدوار صاحب الأيادي البيضاء فيما وصل إليه رجال أمننا البواسل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز الذي لن نوفيه حقه مهما قلنا ومهما عبّرنا ولا نملك إلا الدعاء له ولجميع أبناء البلد المخلصين أن يديم عزهم وأن ينعم علينا بنعمة الأمن والأمان.
خسارة بشرف
نعم.. أقل ما يُقال عن خسارة فريق نادي النصر الأخيرة ومن أمام فريق الهلال بطل كأس ولي العهد ودوري زين أنها خسارة بشرف، وشرف كبير إذا ما عرفنا أن الفريق النصراوي لعب بنقص كبير ومن دون لاعبين مؤثّرين لم يكن لهم نصيب المشاركة وقد يكون أبرزهم الثنائي السهلاوي وإبراهيم غالب، وإذا كان فريق الهلال قد امتلك زمام الشوط الأول كاملاً وأنهاه بثلاثية نظيفة إلا أن مدرب الفريق النصراوي يثبت للمرة الألف أنه لا يفقه في عالم التدريب وقراءة ما يدور في الميدان وهذا ما أثبته في المباراة الأخيرة، وإذا كان الفريق النصراوي قد عاد في الشوط الثاني واستطاع أن يسجّل ثلاثة أهداف بعد أن تقدم الهلال بهدف رابع فإنه يسجّل للاعبين حماسهم وعشقهم لهذا الكيان، أما مدربهم والتهيئة النفسية من قِبل الجهاز الإداري فأقل ما يُقال عنه أنها صفر على الشمال. وإذا كان نادي النصر قد أوشك على توديع الموسم خالياً من أي بطولة من البطولات الخمس التي شارك بها فإنه يجب أن تكون هناك دروس قد استفادت الإدارة منها والعمل على تلافي جميع السلبيات والإعداد من الآن للموسم القادم، خاصة إذا ما عرفنا أن هناك تمثيلاً آسيوياً نتمنى من خلاله أن يعود النصر كما عهدناه وأن يشرّف الكرة السعودية وهذا يحتاج إلى عمل وعمل شاق جداً وبفكر مختلف.
نقاط للتأمل
للمعلومية فقط سيكون مقال الأسبوع القادم بعنوان (عام من الجهد والجهاد) وذلك بمناسبة مرور عام على دخولي عالم الصحافة والرجال الذين اكتشفوني ودعموني فانتظروا.
في تصوري أن خليل جلال نجح إلى حد ما في لقاء القمة بين النصر والهلال وكان ينقصه الشجاعة في طرد (فيجاروا) لاعتدائه على رادوي وطرد حسن العتيبي لسوء سلوكه ودفعه الحكم.
نعم.. فاز الاتحاد على الشباب في جدة ولكن من يعتقد أن الاتحاد قد عاد فهو لا يفهم فما زال الفريق يلعب بلا هوية وبثغرات واضحة وهذا ما جعل موقفه صعباً في الآسيوية.
إذا أرادت إدارة نادي النصر التي تربعت على الرئاسة لمدة أربع سنوات قادمة تسجيل تميز وإسعاد جماهير الشمس فعليها أن تعمل من الآن على تغيير جميع لاعبيها الأجانب وإحضار لاعبين مميزين أسوة بمحترفي الهلال وإبعاد الأسماء المستهلكة من المحليين.
إبعاد اللاعب (عزيز) خسارة للكرة السعودية قبل الهلالية وأتمنى أن تحل مشكلته إذا كان بالإمكان حلها.
اليوم الجمعة يتحدد الفريق الذي سوف يرافق فريق الفيصلي البطل لمصاف دوري زين للموسم القادم، فالتعاون والأنصار هما عينان في رأس ومبروك مقدماً لأحدهما.
يظل اللاعب (سعود كريري) من أميز لاعبي الوسط في الملاعب العربية وليس السعودية فقط، فهو إضافة إلى إمكانياته الفنية الكبيرة يتمتع بأخلاق عالية وتعامل مميز مع الجميع.
الأسبوع القادم مقال مختلف عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي.