عندما يسدل الستار الرياضي لكرة القدم كل موسم رياضي، تتعالى أصوات بعض الرياضيين مطالبين بمشاركة اللاعب الأجنبي في أندية الدرجة الأولى، وذلك لأسباب عديدة، واستمراره في أندية الدوري الممتاز، أو استبداله إن كان مستواه ضعيفا، وقد كان لذلك صدى واسع ما بين الرفض والتأييد، والنجاح والإخفاق، هذا وإن كان للاعب الأجنبي إيجابيات لا تخفى، فإن له سلبيات أكثر، فمن إيجابيات المحترف الأجنبي: أنه يخدم الفريق، ويزيد في التنافس الرياضي بين الأندية، وتطالب به أندية الدرجة الأولى كي تحسن المستويات والنتائج، والصعود للممتاز، والهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية، لا سيما أننا نرى شدة التنافس بين أندية الدرجة الأولى حرصا على الصعود لدوري الأضواء، وإذا كان اللاعب الأجنبي محترفا موهوبا استفاد اللاعبون الآخرون من موهبته وخبراته الرياضية. ومن سلبياته: أن اللاعب الأجنبي يغطي على المواهب الرياضية المحلية، والتي تملك ما يملكه هذا الأجنبي من الكفاءة الجيدة في اللعب المهاري والإبداع، ويقطع فرصة الظهور على المواهب الجديدة التي تسعى إلى الظهور في الوسط الرياضي، وتقديم ما لديها من العطاء والإبداع، وهو يثقل كواهل الأندية، ويكلفها الأموال الطائلة والتي تكون بحاجة ماسة إليها، وإن كان اللاعب الأجنبي ضرورة رياضية، أو مشكلة رياضية لا بد منها ينبغي على المسؤولين عن نظام الاحتراف في الاتحاد السعودي: تكليف الأكفاء ممن يحسن اختيار هؤلاء المحترفين، وذلك توفيرا للجهد النفسي والصحي والمالي، وكسبا للوقت، وحرصا على جلب اللاعبين المحترفين ذوي المواهب العالية والخبرات الجيدة التي تفوق ما لدى نجومنا، كي تعود بالنفع على اللاعبين، وتنهض بالرياضة بصفة عامة، وينبغي وضع ضوابط فنية ومالية كتحديد أجر اللاعب المحترف ومدة الاحتراف، والاقتصار على لاعب واحد للدرجة الأولى حسب حاجة الفريق، وإمكانياته المالية، وذلك درءا للسلبيات، وأخيرا نتمنى من المسؤولين الاهتمام بالاحتراف المحلي، وتيسير اللوائح، وحل المشاكل الرياضية التي تعيق نجاح الاحتراف المحلي، ودعمه ماديا ومعنويا وألا ينحصر الاهتمام بالاحتراف الأجنبي على حساب الاحتراف المحلي، فتكون تلك الكوادر المحلية في عالم النسيان، وتذهب تلك المواهب والمهارات أدراج الرياح، والتي كانت تنتظر الفرصة لإثبات وجودها الرياضي، وتقديم العطاء والإبداع.
عبدالعزيز السلامة - أوثال