Al Jazirah NewsPaper Friday  23/04/2010 G Issue 13721
الجمعة 09 جمادى الأول 1431   العدد  13721
 
الجدل الدائر حول الرياضة بمدارس البنات

 

طرحت العديد من المقالات التي تناولت موضوع الرياضة في مدارس البنات، وقد واجه من نادى بهذا الأمر الكثير من الردود العنيفة التي تعتبر أن مثل هذه المطالبة مخالفة للمبادئ والأعراف الاجتماعية التي ألفها المجتمع، وربما أدى مثل هذا الأمر إذا تحقق مفاسد كثيرة، وأصحاب الرأي المعارض الذين يقفون ضد فكرة إدخال الرياضة إلى مدارس البنات يغفلون عن أمر هام ألا وهو أن الرياضة هي من العادات التي تساعد الإنسان على تفتح ذهنه، وعلى قدر عال من الاستيعاب، وعلى تحقيق المزيد من الإنتاج، وهي من العوامل المهمة التي تساعد على حياة صحية صحيحة، فالرياضة تحارب كثيراً من الأمراض، وهي تساعد الإنسان، رجلاً كان أو امرأة على المحافظة على الوزن، وتساعد على الشعور بالتوافق النفسي إذا ما تمكن الإنسان من ممارستها بشكل منتظم، فهي تساعد على إحراق الكثير من الطاقات النفسية والشحنات المكبوتة داخل الإنسان، ومن ثم يشعر بحياة أكثر سعادة، فلماذا يحرم بناتنا من حق مشروع يمارسنه داخل أسوار المدارس بعيداً عن أعين الرجال في جو محافظ، لا يقتحمه هواء أو أهواء الاختلاط كما يطلق عليها البعض، ولكن تظل فكرة الرفض لكل جديد حتى لو كان مفيداً وله عوائده الجيدة على أبناء المجتمع هي الفكرة السائدة في أذهان البعض ممن يتبنون ويقفون ضد تحقيق هذا المطلب البسيط، الذي يعد حقاً من حقوق البنات في المدارس.

ولكي تتفتح أذهان بعض الرافضين لمثل هذه النقلات الطبيعية التي تحصل في المجتمع، والتي هي ليست مستغربة على مجتمع يعيش التجدد في كل شيء مثل المجتمع السعودي، عليهم أن يعودوا إلى موقع اليوتيوب ويتصفحوا تلك المشاهد الكثيرة التي تظهر بنات سعوديات يمارسن رياضة كرة القدم في إحدى الساحات المفتوحة التي ربما تكون جزءاً من منزل أسرة إحدى تلك البنات المشاركات في لعب الكرة، أو أن تكون أحد أزقة حي شعبي قديم، أو ساحة جانبية في مدرسة (المشهد غير واضح)، ولكن هذه الرغبات الطبيعية التي لا تتعارض مع الدين والأعراف والعادات عندما يرغب البنات في ممارستها لا تعتبر خروجاً عن تقاليد المجتمع القيمة، ولا مناداة للتحرر كما ينظر إليها البعض، ولا تؤدي إلى أي ذريعة يمكن أن نعمل على سدها، المسألة أنه لم يكن في نظام مدارس البنات فيما سبق حصة خاصة بالرياضة، فلماذا لا يتم إضافة مثل هذه الحصة، حتى أن البنات في المدارس محرومات من ممارسة الرياضة الخفيفة، وهي رياضة التسخين أثناء الطابور الصباحي، بمعنى أو بآخر ليس هناك أي مجال لممارسة الرياضة للبنات في كافة مجالات حياتها، إلا من ترغب أن تمارس الرياضة داخل حجرتها أو داخل المنزل إذا كانت الأسرة تسمح بذلك، بينما هناك كثير من الأسر تمنع البنات من هذا الحق الطبيعي، ومع ذلك نصرخ دائماً بالنقد منددين بما تعيشه الزوجة السعودية من ترهل في جسدها، ومن سمنة زائدة، ونحن في مثل هذه الحالة نكون الحاكم والجلاد في نفس الوقت، نمنع البنات من ممارسة الرياضة وفي نفس الوقت نطالبهن بالرشاقة، في حين أن المرأة السعودية هي من أقل نساء العالم ممارسة لرياضة المشي، فهي لا تكاد تعرف السير على الأقدام سوى في حال رغبتها في ذلك، أو عندما تتجاوز الشهر السابع إذا كانت حاملاً، ونصحها الأطباء بالمشي، تجد أن هناك أزواجاً يرافقن زوجاتهن في الممشى في إحدى الميادين التي يسمح فيها بالمشي، وأصبحت مكاناً مشاعاً لممارسة هذه الرياضة الرائعة.

إذا كيف لنا أن نحقق أقل قدر من الحاجات الإنسانية لنصف المجتمع أو كل المجتمع إذا ما اعتبرنا أن المرأة أم المستقبل وهي من ستسهم في بناء الأجيال القادمة؟! سؤال كبير يحتاج إلى إعادة النظر في كثير من جوانب حياتنا.

خالد الخضري


kald_2345@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد