Al Jazirah NewsPaper Friday  23/04/2010 G Issue 13721
الجمعة 09 جمادى الأول 1431   العدد  13721
 
هل حان الوقت للاستغناء عن (المدرب الأجنبي)..؟

 

لم تكن لعبة كرة القدم في بدايات ظهورها في بلادنا بتلك الدرجة التي هي عليها الآن سواءً من ناحية الاهتمام أو الكفاءة، إذ كانت تمارس وفق اجتهادات فردية ودون أسس منهجية صحيحة ترتكز عليها، ومع تزايد الاهتمام الجماهيري لتلك اللعبة وارتفاع حدة المنافسة بين الفرق كان لا بد من تقويم الأداء وفق أساس ومنهج صحيح، وهذا لن يأتي إلا بالاستعانة بالخبرات الخارجية المتمرسة قدرة وتجربة واستقدامها للتدريب للاستفادة مما تكتنزه من خبرات في صقل مواهب الشباب وتوجيهها الوجهة الصحيحة، وبالفعل تم إحضار المدربين من الدول المتقدمة في هذه اللعبة وبدأوا في مزاولة مهامهم، وهكذا تدرجت الكرة السعودية في سلم التطور إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن من مكانة فاقت كل التوقعات وحطمت كل الحواجز لتحتل زعامة العالم في درجة الناشئين فضلاً عن زعامة أكبر القارات (3) مرات والتأهل لكأس العالم للكبار (4) مرات وغير ذلك من الإنجازات المدوية للكرة الخضراء. خلاصة القول إن المدرب الأجنبي كان له الفضل بعد الله في رقي وتطور الكرة السعودية في بداية مسيرتها مع ما حظيت به من رعاية واهتمام وتوجيه من قبل القيادة الرياضية، نتج عن ذلك بروز العديد من اللاعبين الذين تمرسوا في فنون هذه اللعبة ونهلوا من معينها ثم اختتموا حياتهم الرياضية بالاتجاه لحقل التدريب نظراً للكفاءة والخبرة اللتين اكتسباها مع احتكاكهما بالقدرات التدريبة العالمية وصقل هذه الخبرة بالانخراط في دورات تدريبية في أرقى المعاهد والأكاديميات المتخصصة عالمياً، وبالتالي رسم منهج خاص بهم لا يقل كفاءة عن المدربين الأجانب، بل والتفوق عليهم!.. وإذا أمعنا النظر في ساحتنا الرياضية نلمح أسماء العديد من الكفاءات التدريبية الوطنية التي استطاعت ولا تزال تمخر عباب التفوق في هذا المجال مثل: (ناصر الجوهر، صالح خليفة، حمود السلوة، يوسف خميس، ويوسف عنبر، بندر الجعيثن، عبدالعزيز الخالد، عمر باخشوين، خالد القروني)، وغيرهم الكثير ممن لا تحضرني أسماؤهم، وهنا يبرز التساؤل الذي يحتاج إلى إجابة مقنعة تخدم مسيرة الكرة السعودية وهو: هل وصلنا للمرحلة التي من خلالها نستطيع الاستغناء عن خدمات المدرب الأجنبي (نهائياً) والاستعاضة عنه بالمدرب الوطني الذي أثبت كفاءته ومقدرته؟!.. حقيقة من يجيب هم أصحاب الشأن في الساحة الرياضية لدينا، إلا أنني أعتقد أنه آن الأوان لمنح أبناء الوطن الفرصة لإثبات الذات وتقديم عصارة تجاربهم وخبراتهم للأندية التي تحتضنهم، فالتدريب مهنة تكتسب بالممارسة والاطلاع على المستجدات والاحتكاك بالخبرات وهذا ما يتوفر لدى مدربينا الوطنيين ولعل ما تضمنته إحدى فقرات خطة تطوير دوري المحترفين تؤكد عزم القيادة الرياضية على النهوض بأبناء الوطن من المدربين وإزالة الجفوة التي يجدونها من بعض الأندية، حيث نصت هذه الفقرة على منح مبلغ خمسين ألف ريال سنوياً للأندية التي تستعين بالمدرب الوطني، وهذا يعني أن القيادة الرياضية وضعت هذا القرار ومنحتهم الفرصة والدعم والتشجيع حتى يتسنى لهم خدمة وطنهم في المجال الرياضي، كما أن في ذلك إيقافاً للهدر المالي الذي يصرف على المدرب الأجنبي، أخيراً أبارك الثقة الغالية التي صدرت مؤخراً من الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه باعتماد تعيين المدرب الوطني خالد القروني لتولي تدريب منتخب الشباب والمدرب الوطني عمر باخشوين لتولي تدريب منتخب الناشئين، فابن الوطن الذي هو الوجهة الحقيقية لرياضتنا لمس فيه الكفاءة والتأهيل ومنح هذا الشرف الذي يُعد وساماً على جيد جميع المدربين الوطنيين ويبقى هنا دور الأندية للأخذ بيدهم ومنحهم الفرصة للإبداع والتألق.

وللجميع عاطر محبتي،،،

بدر بن فهد السريّع


KFASS@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد