Al Jazirah NewsPaper Friday  23/04/2010 G Issue 13721
الجمعة 09 جمادى الأول 1431   العدد  13721
 
الشيخ المنصور: إمام وخطيب جامع المرقب على السرير الأبيض
أحمد المنصور

 

لا يزال يرقد شيخنا الفاضل: أحمد بن منصور إبراهيم المنصور، بمدينة سلطان للخدمات الإنسانية، لمواصلة العلاج الطبيعي اثر وعكة صحية.. عرف منذ السبعينيات من الهجرة أنه إماماً وخطيباً، لأكثر من ثلاثين سنة لجامع المرقب الواقع شمال شرق وسط الرياض القديم. ومدرساً لعلوم الدين في معهد إمام الدعوة لعشرين سنة. إلى أن استوطن مسقط رأسه بريدة، ودرس بمعهدها العلمي، ولازم مسجد والدي (رحمه الله) متقرباً إلى الله بالصلاة، والدعاء، والاستغفار. وتلاوة القرآن الكريم، وآمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر. ونادراً ألا تجده في روضة المسجد قبل أداء الأذان، إلا لصلاة في مسجد على ميت. ولا يخلو مجلسه من الدعاء إلى الله، والدعاء لولاة الأمر، وذكر محاسن موتاهم، ومآثرهم. فقد خصص معظم وقته لاستقبال المرضى لرقيتهم رقية شرعية، وتزويدهم بعسل النحل، وزيت الزيتون، وماء الزمزم بلا مقابل إلا الدعاء. فقد حضر إليه مريضاً يتهادى بين اثنين، واستلقى على الأرض يتأوه من شدة الألم الذي عاقه عن مد قدميه، وحركة لسانه. وفضيلته (أمد الله في عمره) رافعاً يديه إلى السماء في اتجاه القبلة، متضرعاً إلى الله أن يشفي ضر المريض، ومن كثرة الإلحاح في الدعاء، إذ بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم إخلاص شيخنا، وقوة اعتقاده وصدق إيمانه ينهض المريض من الأرض معافى محركاً لسانه، وماداً قدميه يشكر الله، ويخطو الأرض خطى العافية، لا يشتكي من إعاقة الحركة والكلام، رافعاً يديه إلى السماء أن يحسن الله لشيخه أفضل الإحسان..

كما أن شيخنا الفاضل لم تفتقده روضة المسجد لأكثر من ستين سنة. إماماً، وخطيباً، وداعية لجامع المرقب بالرياض الذي يعد من أكثر المعالم الدينية شهرة وحضوراً في السبعينات من الهجرة، وعرفه أبناءها أنه إمام عصره لحسن صوته، وكثرة الحضور إلى مسجده من مختلف الأحياء، والضواحي، والقرى، لأداء صلاة التراويح، ويمتلئ صحن، وفناء، وساحات المسجد. وتزدحم الطرقات، والشوارع، والميادين القريبة منه. ويتوقف السير من كثرة الحضور، لأداء الصلاة، واستماع تلاوة القرآن، وقراءة الحديث، ودعاء القنوت... كما أن مسجده جمعية خيرية لجمع الزكوات، والصدقات، والهبات من تجار، وأعيان، ووجهاء الرياض لتوزيعها على ذوي الحاجات من الفقراء، والأرامل، والمساكين.

هذا ولم يتخلف عن المسجد وروضته، إلا بعد أن فقد الكلام والحركة، ورقد على السرير بمدينة سلطان. ولما علم سماحة المفتي شيخنا: عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء أنه بالمدينة قام (حفظه الله)، بعيادته ورقيه، والدعاء بأن يرفع عنه المرض ويطلق لسانه، ويحرك جسده ويعود إلى مسقط رأسه لمواصلة رقيته الشرعية لمن يحضر إليه من المرضى. فالمنصور علم من أعلام الرياض في الثمانينات من الهجرة، ومن الذين لهم حضوراً، وقدراً، وحباً عند سمو أميرها المحبوب: سلمان بن عبدالعزيز الذي لو علم بمرضه، وأسره في السرير الأبيض لكان أول العواد إليه، ليواسيه ويؤنسه، لأن سلمان (حفظه الله) يقدر الرجال الذين اتصفوا بمثل صفات شيخنا شفاه الله، وأعاد إليه صحته إنه سميع مجيب.

بريدة - نادي القصيم الأدبي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد