تحرص المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على الحضور والتواجد في كثير من المناسبات الاجتماعية، مشاركة منها لأفراد المجتمع في أمورهم الحياتية المختلفة، ولم يقتصر هذا الأمر على مجرد المشاركة فحسب.. بل أخذت في مرات كثيرة زمام المبادرة في إيجاد برامج وفعاليات تهم وتفيد المجتمع، وذلك من منطلق استشعارها لرسالتها ومسؤوليتها الاجتماعية، وبغية نقل ما يتوفر في المؤسسة من قدرات وخبرات إلى أفراد المجتمع.

وحظيت منطقة القصيم خلال الفترة الماضية وبتشريف ورعاية شخصية من قبل صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز.. ومن سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود -حفظهما الله- وبحضور معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص وسعادة نائب المحافظ للتدريب الدكتور حمد بن عقلاء العقلاء وعدد من مديري العموم بالمؤسسة بتنظيم الكلية التقنية للغذاء والبيئة في بريدة لمهرجان الغذاء والبيئة (زهور وعسل) الذي حرص فيه الإخوة في الكلية على توثيق حب البيئة من خلال معرض وفعاليات متكاملة عنيت بشكل خاص بالزهور وكيفية العناية بها ودورها في إضفاء لمسات جميلة على المنازل والحدائق، وكذلك تأكيد مكانة العسل وأهميته الثابتة في القرآن الكريم من خلال قوله عز وجل: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ}، ومن خلال السنة النبوية المطهرة التي أكدت أهمية العسل في شفاء الأمراض والأسقام ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي سعيد الخدري قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخي هذا استطلق بطنه، فقال رسول الله (اسقه عسلاً) فسقاه ثم جاءه فقال: إنني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً.. فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال: اسقه عسلاً فقال: لقد سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلاً) فسقاه فبرئ، حيث تضمن المهرجان تعريفاً بفوائد العسل وطرق الحصول عليه وأنواعه وسبل التعرف عليه، إضافة لإتاحة الفرصة لاقتنائه من خلال عدد من المؤسسات الرسمية المعتمدة والموثوقة في هذا المجال.

ونحمد الله أن المهرجان قد حظي باهتمام ومباركة شخصية من رجل المنطقة الأول وسمو نائبه اللذين عودانا دائما على الوقوف خلف كل عمل ناجح ومميز، كما شهد اهتماماً كبيراً من أفراد المجتمع تمثَّل في عدد الزوار المتنامي له، والذي أجبر المنظمين على تمديده أياماً إضافية، وهذا المهرجان إضافة إلى ما قدمه للمجتمع من فوائد جمة فيما يتعلق بالزهور والعسل، فهو عكس صورة ناصعة البياض عن الجهد التدريبي الفاعل الذي يؤديه زملاؤنا في الكلية التقنية للغذاء والبيئة في بريدة والتي تُعد الأولى باهتمامها بمجال الغذاء والبيئة على مستوى المملكة، وعدد كبير من خريجيها يستلمون وظائفهم بكل جودة وإتقان في الأمانات والبلديات والمستشفيات الحكومية.. وهو ما يؤكد حسن تأهيل أولئك المتدربين وتجهيزهم لسوق العمل، كما أبان المهرجان عن القدرات المميزة للكلية في تخصصات ذات علاقة بموضوع المهرجان ويحتاجها سوق العمل سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، وليس أدل على ذلك إلا توقيع عدد من الشراكات الإستراتيجية في حفل افتتاح المهرجان بحضور سمو أمير المنطقة وسمو نائبه مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص المهتمة بمجال الغذاء والبيئة.

ولا شك أن مثل هذه المهرجانات تأتي تتويجاً لعمل تدريبي فاعل ومؤثر داخل الورش والقاعات التدريبية، بحيث تعكس الصورة التي تعد فيها الوحدة التدريبية مدربيها ومتدربيها للتميُّز في التخصص، سواء أكان ذلك في تخصصات الغذاء والبيئة أو في التخصصات الأخرى التي تدرب عليها الكليات التقنية والمعاهد المهنية الأخرى في المنطقة، وهي امتداد لمساهمات عدة للمؤسسة ممثلة في مجلس التدريب التقني والمهني بالقصيم في تنفيذ برامج تدريبية وتثقيفية وإثرائية متنوعة على مدار فترات العام بغية تقديم خدمات نافعة لأفراد المجتمع تقدم بأيدٍ ماهرة ومدربة.