Al Jazirah NewsPaper Friday  23/04/2010 G Issue 13721
الجمعة 09 جمادى الأول 1431   العدد  13721
 
الملك عبدالعزيز حي في قلوبنا
النقيب/ مشعل نواف بن عبدالعزيز بن رازن

 

يتناقل العوام قولا شهيرا (إن الشجر يموت واقفا) وهذا صدقا فرغم مفارقة الحياة لها إلا أنها تدوم فيستظل بظلها وتسكن الطيور أغصانها... وتصد هجوم الرياح وزحف الرمال... وكذا بعض الرجال وقد تغادر الأرواح أجسادهم وتتوارى عن العيون صورهم لكنهم حقا وحقيقة يبقون أحياء لا يموتون... من هؤلاء الأعلام المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس وباني المملكة العربية السعودية.... أظن أن اسمه بحد ذاته يكفي كدلالة على امتداد جذور وارتفاع فروعه.. أعلم كل العلم أني لو ذكرت كل الذي يجول في نفسي عنه فما أنا بأتي بالجديد لكن سأنساق لجر قلمي وسأكتب شيئا يسيرا هو إشارات نور في صفحات كتاب هذا «الجبل» قلت الجبل وأنا أعني بوصفي له الجبل كل شيء بينهما مشترك....

قف معي على الصفحة الأولى من شخصيته، انظر إلى ارتباطه بربه، انظر إلى المساجد التي بناها والبدع التي محاها وكيف كان يقف إلى جانب العلماء ويدعم المشايخ ورجال الدين ويهتم بالكتاب الحكيم بل حتى المسجدين الحرام قد مد لهما يد الحماية والتطوير وصد عنهما التبدع والتقصير وفوق كل هذا وذاك ترفرف الراية الخضراء عاليا بالشهادتين ولا تنكس ويتخذ الشريعة الإسلامية شرعة البلاد فالحكم فيها حكم الكتاب والسنة ليس في هذا عجب بل العجب أن كيف هذا الثبات في زمن الجفاف لمنابع التوحيد والتفقه، لله الشكر من قبل ومن بعد أن ثبته فثبتنا كلنا من بعده.

وعلى ضفاف الصفحة الثانية دعنا نقف على شجاعته وإقدامه وهمته العالية. انظر معي إلى رجل أجبر التاريخ أن يفتح له أذرعه ويحتفي به بل في مرحلة الشباب يعيد دولة وينشى أمة ويبني وطنا بالرماح والسيوف وبالتهليل والتكبير أنفذ وعده بتوفيق ربه أعاد بلاده وبلاد أجداده وبالحكمة والحنكة وحد الشريعة أزال التناحر وقضى على الفتن فمن مجتمع قبائلي تغير القبيلة على القبيلة فتثكل النساء وييتم الأبناء وتسبى ذات اليد وتدور بين الرجال فناجيل الدماء إلى مجتمع الدولة الواحدة على قلب رجل واحد وصف لا يشق ولا يغرق يمدح الرجال الرجال وتدحر الشياطين وتخسى....

وفي الصفحة الثالثة أعجب وربي كيف لمن سكنه الخيام والطين ونقله على ظهور الخيول والجمال أن يخاطب أمريكا ويصافح رؤساء أوروبا وأفريقيا وآسيا بل إنه في ذلك الوقت يندب عنه السفراء والوزراء ويحجز لبلاده مقعد في كل محفل دولي فيظل المجتمع الدولي يحترم الحكومة والشعب ويصب فيهما الثقة، لله درك أبا تركي كيف من أرض الصحراء وحال البادية ثبت ركائزه بكل هذه الحكمة والشجاعة.....

وبين أسطر الصفحة الرابعة دعنا نقرأ عن التعليم وحبه للعلم يا جلالة الملك -بإذن الله- سيكتب لك أجر الدارسين إلى قيام الساعة فأنت الذي دعيت شعبك للعلم فبنيت المدارس وطبعت الكتب ووزعت مجانا، نشرت المعلمين ووزعت الجوائز على الطلاب ومعها الحوافز فأطلع الشجر وجني الثمر وها قد نماء الاقتصاد ودارت عجلت الصناعة وتعالت المصانع وازدهرت التجارة والصحة وكافة البنى التحتية في هذا الوطن اليافع.....

مد نظرك لكل شيء حولك إنه باقي الصفحات في كتاب هذا الرجل المؤسس الملك الذي أحب شعبه الملك الذي أسس دولته بقوه وربطها بربها وأعلى فيها راية الأمن والإيمان وقواها بمبدأ الاستقلال وحفظ حق الجوار....

بعد هذا كله كيف لهذا الباني أن يموت؟

لقد سارت دماؤه في عروق أبنائه.. فساروا هم على أثره وأكملوا مشواره.. حقا لا يموت رجل ترك وراءه أبناءه..فهو أسد حكم أسود أوطنهم عرينه ونحن حراس لهذا العرين وجند لآل السعود إن صافحوا صافحنا وإن حاربوا حاربنا لهم سمعنا والطاعة ودون بلادنا سيوفنا لواحة.

كتبت ما كتبت ليس كخاطرة فكرة، بل كشهادة حق أن الملك عبدالعزيز اسم لرجل ما مات ولن يغيب عنا، وكتجديد دائم للولاء والانتماء للأرض الطاهرة ولخادم الحرمين الشريفين.. فدمي ونفسي دون أن يعكر صفوك يا وطن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد