Al Jazirah NewsPaper Friday  23/04/2010 G Issue 13721
الجمعة 09 جمادى الأول 1431   العدد  13721
 
لما هو آت
من أجل الإنسان..
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لا تزيد آيات الله تعالى خلقه إلا تفكرا..، فالثابت الجاري أمره أمام خبراتهم يدفق بآياته ليتأملوا، ويتفكروا، ويُعْملوا عقولهم، ويوظفوا مداركهم من أجل الحكمة، وفصل الخطاب، والطارئ من آياته تعالى إنما هو لبعث الهمم الراكدة فيهم من أجل إعمال مماثل، لتأملهم وتفكرهم، ومن ثم تصويب مسار اختياراتهم، وقراراتهم، ما كان منها يخص ذواتهم، بغية النجاة بها من مهابط غرور هذه الطريق العابرة، التي هم لها كالمستظل تحت شجرة، وما يلبث أن يغادروها ويمضوا، كما قال نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وما كان منها يخص عامل حياتهم فيها، ليشمروا عن هممهم، فيعملوا درساً، وتعلماً، وتجريباً، وتعميراً، وإنجازاً، وتفاعلاً معها بقدر جديدها، وبعمق دلالاتها، فهي آيات، تبلغ في دلالاتها وهباتها الإنسان، وما سُخِّر له، من عطاءات الله تعالى في كونه العظيم..

في الأيام القليلة الفائتة، زلزال شنغهاي، وبركان أيسلاند، علامتان محرضتان للهمم..، باعثتان لليقظة، موقظتان للتفكر، والحيطة والحذر.. ليس فقط بما قدمتاه من دلائل القدرة الخفية، والمفاجئة، والقوية للرب العظيم، وليس فقط بما ألحقته من خسائر عديدة، ذات مؤشرات مفحمة لقدرات الإنسان، وغروره، بل للنفوس، التي من اللائق أن يتفكر فيها الإنسان، فتقوى فيه رغبة الدعوة الصادقة لسلامة المسار، ونقاء المبتدأ، لضمان المنتهى، ولتحرض فيه خيرية النوايا للعيش بسلام، والعمل للسلام، بل تنفيذ السلام بمعانيه ووسائله، وتعليم أبجدياته ولغة الحياة به..

وليدرك أن الأرض التي تقله، والسماء التي تظله، ماضيتان بأمر الله تعالى لا بأمره...

سبحانك ربي إني كنت من الظالمين، لا إله إلا أنت، نعوذ بك من شر ما نعلم، ومن خطأ ما لا نعلم، فالهمنا الصواب، وعافنا مما نُصاب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد