في صبيحة يوم الجمعة الموافق 2-5-1431هـ وبعد أن انتهى من ركعتي الإشراق كان الأجل المحتوم لروح الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المسفر في أفضل أيام الأسبوع، فالمصاب جلل ولكن عزاء أبنائك وعزاءنا بخاتمتك الطيبة، فما أن انتهيت من ركعتي الإشراق حتى نطقت بالشهادتين، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من كان آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله دخل الجنة) صدق الرسول الكريم؛ ففي وفاتك يا أبا عبدالعزيز تحقق أمران أولهما: هون الميتة فما هي إلا ثوان معدودات حتى فارقت روحك الطيبة جسدك، وثانيها: حسن خاتمتك فما أن انتهيت من الركعتين حتى نطقت بالشهادتين فرحمك الله يا أبا عبدالعزيز رحمة واسعة، فأنت نموذج فذ في جميع صفاتك وأخلاقك الحميدة فنعم الجار ونعم النسيب فطيبتك التي تتمتع بها مع الصغار قبل الكبار وبياض قلبك مع الناس عامة فلا تحمل ضغينة بقلبك على أحد وحنانك وعطفك ورفقك على الأطفال عامة ومسحك دموع اليتامى ووصلك المستمر للأقارب ومن تعرفهم من الناس وعفويتك التي تتمتع بها في حياتك وكرمك الذي يتحدث عنك وصوتك الذي يصدح بالأذان في بلدة الثويرات عندما يتأخر المؤذن عن موعد الأذان وكلماتك وعباراتك الأبوية الرنانة في مسامعنا، فمجلسك لا يمل وابتسامتك لا تفارق محياك، وصداقتك وأخوتك لوالدي أطال الله في عمره على طاعة الله بالأخص ومع جميع أهل هذه البلدة عامة لن ننساه ما حيينا وندعو لك بالمغفرة والرحمة، فعمرك التسعين عاماً قضيته في طاعة الله وفي خدمة وطنك وحبك للخير وتعاملك الرائع وصدقك في تعاملك فكنت نموذجا في الإخلاص والطيبة والأخلاق الحسنة وشهود الله في أرضه فمئات المصلين عليك والمشيعين لك بالمقبرة لهو خير دليل على ما تتمتع به من صفات جمة وأخلاق حسنة، فأنت ربيت أولادك على نفس ما كنت تحلم به فهم يحملون صفاتك ويتمتعون بأخلاقك وماضون على مسيرتك بإذن الله تعالى، فالعين تدمع على فراقك واللسان يعجز عن التعبير، ونسأل الله العلي القدير أن يجمعنا بك ووالدينا ووالديهم ومن أحببناه في الله ومن أحبنا في الله بالفردوس الأعلى من الجنة إنه سميع مجيب وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين.
فهد بن عبدالعزيز الفهد - محافظة الزلفي - الثوير