جاء في الأثر -إذا أحب الله عبده حبب خلقه إليه- تذكرت ذلك ملياً وأنا أرى تلك الحشود اللافتة من المشيعين والمعزين وهم يأتون جماعات ووحدانا للمشاركة بمراسم الدفن وإلى سرادق العزاء للتخفيف في المصاب في فقيد الرس الكبير الشيخ راشد سيف الحوشاني يرحمه الله، لقد ودعت هذه المحافظة وبمشاعر الألم والحزن هذا الرجل الإنسان النادر في وفائه وحسن تعامله وحرصه على بناء العلاقات المتميزة مع من يعرفه ومن لا يعرفه وهي علاقات سداها المحبة الخالصة ولحمتها الوفاء والشهامة والصدق.
ومن النادر أيضاً أن تجد في محيطه الذي عاش فيه من لا يعرف شهامة وأصالة وإنسانية هذا الرجل الذي أمضى جل حياته العامة في زيارة كبار السن والحرص على زيارة المرضى في بيوتهم أو هم على الأسرة البيضاء ولم يكتف بذلك بل يقوم -رغم محدودية إمكاناته المادية- بتفقد احتياجات ذويهم وبذل ما تجود به نفسه الكريمة للتخفيف عن معاناتهم.
لقد عرفت الفقيد الغالي منذ سنين طويلة ولم أعهد أي تغير في طباعه الأصيلة وصفاته الرفيعة وتواضعه الجم إلا إلى الأحسن والأفضل حيث لم تزدها الأيام إلا قوة ورسوخاً وإشراقاً.. لذا لم أستكثر ولم أستغرب هذا الجمع المهيب الذي توافد للصلاة عليه وتوديعه الوداع الأخير والترحم والدعاء له وذكر مناقبه في أعمال الخير والشهادة له بأنه صديق المرضى الذي لا يفوت أي مناسبة في زيارتهم للاطمئنان على صحتهم وتسليتهم والتواصل مع المسؤولين من أجل مضاعفة العناية بهم.. لقد ودع دنيانا الفانية وارتحل إلى الدار الباقية بجوار رب كريم رحيم.. فله منا صادق الدعاء بأن يسكنه فسيح جناته مع عباده الصالحين مع الكرام البررة.. وهذه سنة الله في خلقه.. ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ? و?كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ?.. ولا يسعنا في الختام إلا أن نتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أبنائه وبناته وإلى زوجته الكريمة -أم عبدالله- وإلى أسرة الحميدان في الرس والرياض وأنحاء المملكة وإلى صهره الشيخ الداعية الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش.
عبدالله الصالح الرشيد