ذات ليلة يستيقظ الطفل مذعوراً في فراشه. بين الحلم واليقظة. يرى رجلاً عاري الجسد وهو يلهث. تنتابه حالة رعب فيصيح بالرجل: ما الذي تفعله.... ؟ مرتعداً ينتفض الرجل العاري. يتناول عصا خيزران سوداء كانت مشنوقة بجدار الحجرة. ينهال بها على الطفل نصف النائم في فراشه. ونصف المستيقظ:.. هيا أخرج من بيتي.
باللحاف الوسخ يحاول الطفل عبثاً أن يحتمي. الضربات تهوي كالمطارق، يحسها تسلب روحه من بدنه. فيتكوم كخرقةٍ بالية. تستمر الضربات من يدٍ فقدت صوابها، والطفل يئن، ينده بصوت جريح، والرجل شبه العاري ما يني يصيح: هيا. ما عاد لك خبز في بيتي. ويتململ الطفل موجعاً. بعد أن تعيا يد الأب يقذف العصا. ويسحب الطفل من فراشه ويجره فوق الأرض.. وبركلة من قدمه يرميه خارج الحجرة التي هي كل المنزل. القرية ظلام. سكينة وصمت. والعالم في رأس الطفل يدور بسرعة خاطفة. تتهاوى قيمه أمام عينيه. وهو المنهور في أزقتها يسري. نصف عار. شبه غائب عن الوعي. وفوق لحمه الغضّ بصمات عنف أبوي..