Al Jazirah NewsPaper Friday  23/04/2010 G Issue 13721
الجمعة 09 جمادى الأول 1431   العدد  13721
 
في مدارس نجد يحاربون التلوث بالجمال

 

يورق غصن، تشرق شمس، ويهتف عصفور «سبحان الله» تشتعل وردة بضوء لوحة تؤنسنا ويكتمل الندى.... إنه معرض «مدارس نجد الأهلية للبنات»....فسحة كي نتوازن بين شجرة تظللنا وزقزقة تزيح ضجيج (التكنولوجيا) عن رؤوسنا وتحت أقدامنا.... في إحدى اللوحات فراشة تصرخ:» أريد أن أركل كلّ غاز ثاني أكسيد الكربون بعيدا»... وفي أخرى ديك يصيح «أبعدوا السموم المكتظة عن دجاجتي وصغارها.....» تسانده الطيور النازحة وكذلك الحيوانات البرية... جميعها تهتف «فلنحارب التلوث المكتوم في دمنا ونطرد رائحة الحروب»...

«لك وحدك أيتها الطبيعة أقدم امتناني... بعيدا عنك الموت وحده سيتلألأ....» أخبار الحروب والعواصف، الزلازل والبرامج النووية تلاحقنا من كل صوب، كما أن الأمراض التي تولد بين يوم وآخر تصيبنا بعصاب الخوف من كل المأكولات تقريبا.. فجلّها مصنعة في بيوت بلاستيكية أو معدّلة جينيا أو مسقيّة بمياه ملوثة.

ماذا لو سلسة الكائنات تنقطع إحدى حلقاتها؟؟ إلى أين؟؟

هذا السؤال وحضوره داخلنا هو السرّ العظيم الذي يحول دون تحوّل الكائن الآدمي فينا إلى مجرّد آلة أو شيء، كيف تبدو مطمئناً وأمُّنا الطبيعة في خطر؟ هل كانت الحياة تنبض دونها؟ كم شجرة هوت تحت فأس (التكنولوجيا) لينبت الباطون؟؟

«لهذا رسمنا الطبيعة ولوّناها» تقول الطالبات «ومحونا عنها كل ما يلوثها..(الطبيعة وطن)» واتبعنا وصايا الله تعالى وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في أن نحفظ الأشجار وألاّ نشرّد العصافير فلا نضيّع شكل أرواحنا... فلتكن الطبيعة حِضنا دافئاً...حنيناً يواكب نمونا...

«أنت لوحة رائعة»، «زمناً رائعاً سأضيف إليك» للحظة تغمرك ألوانها، سوف تنغمس فيها أحاسيسك... أيّ مشهد سوف تبتلّ به مخيلتك؟؟ أيّ شجرة ستكون ملاذاً؟؟ أيّ جذع نخلة سيُسقط عليك رطبا جنيا»...

لهفي عليك يا أمّنا الطبيعة... نرسمك في لوحة نعلقها على جدار القلب، كما نعلّق حلما على سطح الأرض المهدّدة بالزوال، التي حين تتشقّق لا تنزّ دما، بل تنزّ موت الضعفاء.. «نحن نرسم الطبيعة مزودين بمخافة الله ضدّ العطش والجوع، كي نحمي الثلج الهارب، كي يأتينا المطر في ميعاده، فلا تتبدّد أجنحة، ولا تنتشر تنهدات ولا يهيم بشر على وجوههم في انتظار انحسار الماء».

لقد أدركت الطالبات اليافعات أنّنا نقف فعلا على أطراف مأساة واقعة لا محالة.. بخاصة أن معظم القيم تتهاوى. إن معرض «مدارس نجد» لا يدخل ضمن الأعمال الموجهة ذات النزعة الدعائية أو ما يسمّى بفن المناسبات... كان دائما يؤرّخ حضارات سابقة (الفن الإسلامي، الفن المصريّ القديم، الفن الشعبيّ السعوديّ، المدارس الفنية).

ليلى عساف - مدارس نجد الأهلية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد