للتو تذكرت قصة الضفدعة التي بالغت في الانتفاخ للتعويض عن الشعور بالنقص وبالضآلة حتى انفجرت وماتت، دون أن يبكي على رحيلها أحد أو أن تسقط دمعة حرّى على موتها، تذكرت تلك القصة حين تذكرت بعض الناس الذين أدمنوا لعبة المتناقضات في القول وفي الفعل وفق بهرجة عديمة اللون والطعم والرائحة وتحت مسميات نافرة وكريهة، حيث لا يشك أيّ أحد أن هؤلاء البعض لا يفقهون شيئاً مما يقولون أو يفعلون، وبين عبثية قولهم وفعلهم وحيرتهم الملفتة، يحدث أن يحاولوا تمرير أساليبهم التي يحاولون طرحها بشكل فوضوي بعيداً عن روح الإبداع الحقيقي من خلال طرق ثعالبية ملتوية أو من ضمن علاقات شخصية أو اجتماعية مع أشخاص ذوي علاقات نافذي. إن عمل هؤلاء الذين يشبهون بالضبط أفعال الضفدعة والذين يدعون أنهم قادورن على عمل أي شيء والتفوه بأي شيء ويظنون أن لديهم الفكر واللب والطرح القويم، يسيئون إلى أنفسهم بوجه خاص وبشكل فاضح؛ لأنهم ناقضوا أنفسهم واندفعوا بكل قوة إلى تكسير قواعد العرف المسؤول ذي الطابع الفكري والأخلاقي، وأسسوا بنيان عرف خاص بهم غير مألوف ولا معروف ولا حتى مستساغ بل يمتاز بالتنافر لأنه مجرد تشكيل لغوي وحركي له صيرورة لا تخضع لأي محسنات بديعية أو تجانس، والنتيجة أن مشروعهم التطلعي مجرد مشروع تخريبي خارج مشاريع الإبداع والتنوير والعقلنة لأنه يعمل به وفق أصوات مركبة لها لون النشاز المزعج، إن هؤلاء البعض من الناس آيلون حتماً للسقوط ذاتياً واجتماعياً لا ضير ولا شك في ذلك، لأننا لا نجد فيما يعملون أي شكل من أشكال التجاذب بين أقوالهم وأفعالهم بل نجد وبوضوح تام التنافر وفق أسوأ صورة وأقبح شكل مثل عجوز شمطاء دميمة وسقيمة، إن من المؤسف والذي يدعو للغثيان ومحاولة التقيؤ، أن مشروع هؤلاء العبثي أصبح الآن خارج السيطرة بسبب أن لهؤلاء (سند) غير و (وسادة) ليست من رمل بل فعالة ومجدية، إن هؤلاء البعض الذين (يدعون) التفوق الحركي والقولي والذهني والفلسفي ويتباهون بذلك ببلاهة كاملة وبلا استحياء سيرون عاجلاً غير آجل أن الطائرة التي أقلتهم ستتحطم في المجهول وأن صندوق الطائرة الأسود سيفضح سرهم، وأن التحقيق في أمر تبوئهم المنابر والأمكنة غير المؤهلين لها أصلاً سيفضح سر ظهورهم وتحليقهم المتأرجح المفاجئ لأنهم أصلاً غير مؤهلين البتة في الظهور والبروز والتحرك، إن الخرق البالية سوف لن تستر عوراتهم الفكرية وسقطاتهم الحركية البائنة، ولن تحمي ظهورهم من سياط النقد بسسب أن معتقداتهم التي يطرحونها توحي بدقة بضعف وتدني مستواهم العلمي والفكري والثقافي وقصر قوامهم الجسدي.
إن كل ما يجب علينا فعله هو الانتظار لتكشف لنا الأيام القادمة الحبلى بالحقائق أن حبات اللؤلؤ التي يتباهون بها حتماً سينقطع عقدها وستتدحرج.
ramadanalanezi@hotmail.com