كتب - طارق العبودي
لم تأت مواجهة الثلاثاء التي جمعت العملاقين الهلال والنصر في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بجديد.. فقد أكدت وللمرة المليون تفوق الهلال على منافسه التقليدي عطفا على ما يمتلكه من كوكبة نجوم من طراز رفيع بإمكانهم تحقيق الفوز ب(سهولة) متى ما أحسنوا التعامل مع المباراة وإعطائها حقها.. كما أكدت مجدداً أن الثقة (المفرطة) والزائدة عن حدها هي أخطر خصوم الهلال في السنوات الأخيرة.
فقد كان واضحا منذ الثواني الأولى للمباراة أنه لا مجال لأي مقارنة فنية بين الطرفين فالكفة بكاملها مالت لمصلحة الهلال الذي تلاعب بمنافسه كما يحلو له وحاصره في (نصف ملعب) وسجل ثلاثية سريعة عن طريق القناص والمبدع رادوي.. لكن لاعبي الهلال هدأوا اللعب قليلاً وكأنهم اكتفوا بهذه النتيجة أو كأنهم (رأفوا) بحال زملائهم في النصر فباتت هجماتهم أقل حدة وخطورة وصاحبها شيء من الفتور، مما منح النصر دفعة ودافعا للتحرك على أمل تقليص النتيجة.
ومع مطلع الحصة الثانية سجل الهلال هدفه الرابع فاعتقد لاعبوه أن المباراة انتهت فسلموا الملعب لمنافسهم الذي سجل واحدا وثانيا وثالثا وكادوا يحرزون الرابع.. صحيح أن الحكم خليل جلال وأد الهلال بقراراته ووجه صافرته للوقوف مع النصر ومنح الأصفر ضربة جزاء مشكوكا فيها وأشهر البطاقة الحمراء للاعب الهلال أحمد الفريدي وطرد مدير الكرة سامي الجابر الذي يلعب دور الطبيب النفسي والموجه للفريق، وصحيح أن الحكم غض طرفه عن طرد لاعب النصر فيغاروا رغم تعمده ضرب لاعب الهلال رادوي ب(الكوع)، وبسبب بقائه في الملعب سجل هدفين من أهداف فريقه الثلاثة.. إلا أن برود وثقة لاعبي الهلال وضمانهم الفوز كادت تضيع الفوز المستحق والكبير، وهي النقطة التي تلازم الفريق الأزرق في كثير من مبارياته، وهي ما دفعت محبي وعشاق هذا النادي إلى ترديد السؤال الدائم: متى يتخلص هلالنا من (ثقة) لاعبيه الزائدة؟!
