لم يعد استهداف الشعوب واحتلال الأوطان يقتصر على استعمال الأسلحة التقليدية ولا أسلحة التدمير الجديدة من قنابل ذرية وصواريخ وقذائف موجهة بالليزر، لم يعد استهداف الشعوب واحتلالها مقصوراً على هذه الأسلحة التي يحتاج استعمالها إلى تكاليف باهظة وتجهيزات وتدريب للجيوش، وخوض الحروب واحتلال الدول فالاستهداف بالحرب يفضح الدولة المعتدية ويؤلب الرأي العام العالمي والرأي المحلي الذي دائماً ما يكون عدائياً ضد الجيوش المحتلة.

ولهذا والتفافاً على ما يمثله الغزو والاحتلال الأجنبي من إحراج ولتكاليفه الباهظة، لجأت الدول الاستعمارية والدول الطامعة في ثروات الشعوب وبسط هيمنتها على الدول النامية إلى استعمال أدوات وأساليب أخرى لإضعاف الشعوب والدول، وكان من أكثر هذه الأدوات استعمالا وأقدمها.. (سلاح المخدرات) وتدمير أخلاق الشعوب وخاصة الشباب منهم، والمملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول المستهدفة، بل الأكثر استهدافاً لأسباب عديدة منها هذه الدولة تمثل عقبة كأداء في مواجهة خطط أعداء الأمة العربية والإسلامية، ولأن سياستها مبدئية ولا تخضع لمساومة ولأن الفئة العمرية الغالبة من مواطنيها هم من فئة الشباب، وأن القدرة المالية والشراء لهذه المواد القاتلة متوافرة، كما أن العصابات تجد تعاوناً من الدول التي تخطط لإغراق الدول المستهدفة وبعد دخول الجماعات الإرهابية إلى هذه الحلقة التي تعمل على فرض خططها السياسية لتحقيق أهدافها وأطماعها توسعت دائرة الاستغلال للمخدرات، فأخذت تضم عصابات العمل الإجرامي، ومهربي المخدرات وزعماء الجماعات الإرهابية والدول الطامعة في ثروات الدول النامية، ليتشكل مجمع إجرامي دولي يمتهن تجارة تدمير الشعوب وحجم الكتلة النقدية التي تدرها من وراء هذه الأعمال الإجرامية مليارات الدولارات التي تفوق في مجملها إيرادات تجارة الأسلحة، بل تقترب من إيرادات الدول المنتجة للنفط، ليشكل الطمع والكسب غير المشروع تمويلا الأعمال الإرهابية وبسط الهيمنة على الشعوب والدول.

أهداف جمعت هذا المجمع الإرهابي الذي أصبح خطراً يهدد العديد من الدول التي يجب أن تعمل على وضع استراتيجية دولية لمواجهة هذا العمل الإجرامي الذي لا يفرق بين دولة وأخرى وان اصبح التركيز على الدول النامية.

* * *