والله العظيم.. ثم والله العظيم.. ثم والله العظيم إنني لم أشاهد (نصراً) في حياتي مثل نصر (الثلاثاء الأسود)..! نصر (النكسة) ونصر (النكبة) ونصر (الخمسة)..!! على مدى أربعة عقود وهي معرفتي وعلاقتي بهذا النصر لم أشاهده بهذا الانكسار..
ولا بهذه (الانهزامية).. ولا بهذه الروح (المريضة)..!
أشباح في الملعب و(رئيس) يتفرَّج وجماهير تحترق على ماضٍ ولّى!!
أي نصر هذا الذي لعب ليل الثلاثاء؟
وأي لاعبين هؤلاء الذين يتلاعبون بسمعة الكيان الذي كان؟!
إلى متى يا رب الصبر على هؤلاء؟ إلى متى يا رب؟!
نعم لا تقنعوني ب(النقص) ولا توهموني بالظروف ولا تخدعوني وتقولوا ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر خسروا ب(الخمسة) قبل النصر.. لأن ما حدث ليس له علاقة بالمفاجأة البتة!!
نعم لو كانت هذه الكارثة حدثت مع فريق من الدرجة الأولى مثلاً قلنا إنها مفاجأة.. والمفاجأة واردة في عالم كرة القدم.. ولكن أن تأتي من فريق منافس وند على مدى 60 عاماً.. وفي (ديربي).. فهذه هي الكارثة بالفعل!!
النصر في تاريخه وفي أسوأ حالاته لم ينهزم من الهلال بأكثر من ثلاثة.. لكن نصر فيصل بن تركي التهم خمسة مع الرأفة.. ولو لم يُطرد الفريدي لكانت النتيجة ثمانية! أي فريق هذا.. وأي دفاع هذا.. وأي حارس هذا الذي صدق نفسه أنه حارس؟!
أجزم وأقسم وأبصم أن هؤلاء الأحد عشر شبحاً الذين مثَّلوا النصر في ليلة (القهر) لا يُرجى ولن يُرجى منهم خيراً في المستقبل.. لا هم ولا مدربهم (الفلتة).. ولا مديرهم الذي يجلس على (الدكة).. هؤلاء (أراجوزات) تجمعوا لقهر جماهير النصر.. تجمعوا للقضاء على ما تبقى من سمعة النصر!!
إنهم يلعبون بلا روح.. ولا نفس وخلفهم إدارة لا تعالج فشلهم الفني بالتهيئة النفسية وشحذ هممهم للحفاظ على شعار وأطلال واسم النصر على مدى أجياله المتعاقبة وبخاصة في مباريات الهلال!
نعم وكمحب لهذا الكيان أتقبَّل الهزيمة من الهلال.. ولكن ليس بهذه الطريقة.. وليس بمثل هذه (الخماسية) المرعبة التي جعلت معظم النصراويين يندمون على تشجيعهم لهذا النصر واختيارهم له!!
نعم إن زلزال الثلاثاء الأسود لن ينساه النصراويون على مدى تاريخهم.. ويبدو أن غبار بركان أيسلندا وسحابته الداكنة المظلمة قد حطّت الرحال على معالم ناديهم في العريجاء!!
لقد قال صديقي العربي (المقيم) هنا منذ خمسين عاماً إنني لم أشاهد كرة قدم في الليلة الظلماء.. كنت أعتقد أنني أشاهد مباراة في الكرة الطائرة أو كرة السلة!! وهذا هو باختصار أبلغ تعبير على (الكارثة) التي حلَّت بالنصراويين والتي لن يمحوها الزمن من الذاكرة إلا بهزيمة مماثلة بالخصم.. ولكن هيهات هيهات أن يحدث ذلك ولو بعد قرن!!
نعم لقد كان النصراويون في تلك الليلة البائسة في حياتهم يمنون النفس أن لا يشاهدوا (الخمسة) تزور شباكهم الواحد تلو الآخر.. وممن؟.. من الهلال الفريق الذي لا (يطيقونه).. كانوا يمنون النفس لو أنهم خرجوا من الأهلي ولم يشاهدوا هذه الكارثة التي حاقت بهم.. ولكنها إرادة الله التي جعلتهم يشاهدون فريقهم بهذه الحالة التي يُرثى لها!!
لم ينطفئ بعد زلزال (زعبيل) الذي أحرق النصراويين.. ليأتي الزلزال الأكبر والمدمر زلزال (الهلال) الذي زلزل قلوب وعيون كل من يعشق هذا النصر.. والغريب في الأمر أن الزلزالين حدثا في يوم (الثلاثاء).. ولا أدري هل يوم الثلاثاء أصبح عقده قادمة للنصر...؟!
وبعيداً عن (العقدة).. وما أدراكم ما العقدة أقول: إن حياة النصراويين صارت عقدة × عقدة.. وصار الفرح بعيداً عنهم والحزن ملازماً لهم بفعل إدارات متلاحقة.. دمَّرت النصر وبفعل أرباع وأنصاف لاعبين ابتلي بهم الفريق على مدى عقدين من الزمن..!
والله.. ثم والله.. لو مثَّل النصر لاعبو فريق برشلونة أو ريال مدريد أو حتى منتخب البرازيل لن يفوزوا على الهلال أو غيره.. ولن يحققوا بطولة.. لأنهم أي المسئولون عن النادي لم يحسنوا النوايا ويبروا الذمم!!
عشرات اللاعبين تمت (تصفيتهم) بدون أخذ حقوقهم.. طردوا من النادي بعد أن ضحوا بمستقبلهم دون أن يحصلوا على ريال واحد.. ويكفي دعوة (عجوز) واحدة.. أقصد واحدة من أمهاتهم لكي (تمحق) النصر وتقضي على أحلامه وطموحاته!!
كل البطولات (طارت).. وكانت البطولة القريبة و (المفصلة) على النصر هي بطولة الخليج.. ولكنها هي الأخرى استعصت رغم سهولتها.. ولكن!
أشياء في الذاكرة
- من كارثة زعبيل.. إلى (مصيبة) الهلال.. إلى (فضيحة) غالي.. إلى (هروب) الكوري.. إلى طرد المدرب (ثماني مباريات).. بالله عليكم هل هذا حال نادٍ أم ورشة سمكرة..؟!
- أنصحكم يا جماهير النصر.. وأنصح نفسي قبلكم أن لا تشاهدوا المباراة القادمة لأنها ستكون نسخة مكررة ونتيجة تاريخية فكفاية (غبناً) وحرق أعصاب!!
- خمسة.. تاريخية.. هلالية.. لن ننساها ما حيينا وكل ما أقول: (حسبي الله ونعم الوكيل) على هؤلاء (المتلاعبين)!!!
- رجاء للجميع: لا تقولوا بعد اليوم لقاء (ديربي).. أو لقاء الفريق المنافس.. لأنه وبعد هذه (الخمسة) انتهى كل شيء بين الهلال والنصر.. وتم فك الارتباط إلى الأبد!
- أجزم أنه لو لعب النصر بفريق الشباب لما خسروا بالخمسة.. ولكنها مصيبة الحارثي وشلة النكبة.
- ابتلي الجمهور النصراوي بأشباه إعلاميين لا يقولون الحقيقة.. ولا يصارحون الإدارة بعيوبها.. وما دام أن المجاملات والنفاق سيستمران فلا أمل في البطولات ولو بعد عشرين عاماً!!
- حزن ليلة الثلاثاء لن يمحوه الدهر أبداً.. فالكارثة كبيرة.. والمصيبة عظيمة.. والهزيمة فضيحة حلَّت بشلة (الانهزاميين).. ففضحوا ما تبقى من اسم النصر!.
- كل ما أقول في آخر هذا المقال: (أستغفر الله.. أستغفر الله).. و (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).