لا أجد كلمة أصف بها فقيدنا (عبدالرحمن بن عبدالله الناصر) الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم أمس أنسب من (الرجل الفاضل) فهو فاضل بكل ما تعني الكلمة من معنى.. ولست الذي أقول ذلك وحدي، فشهادتي فيه مجروحة لصلة القرابة لكن أهالي حريملاء وكل من عرفه من خارجها يشهد بذلك.. بل إنني أعرف من قابله مرة واحدة.. ومع ذلك ظلت صورته بوجهه السمح الباسم في ذاكرته وتأثر كثيراً حينما علم بوفاته.
ومن صفات فقيدنا الورع والتقوى والصدق في القول والعمل.. وبره بوالديه في حياتهما - رحمهما الله - وأعلم مواقف كثيرة للفقيد في حب الخير والعمل على مساعدة المحتاجين دون ادعاء أو إظهار ما يفعل أو الحديث عنه.. ويتصف فقيدنا - رحمه الله - بالهدوء وقلة الحديث إلا فيما يفيد تسبيحاً وتهليلاً.. ويكره الغيبة، لذا تراه ينهض من أي مجلس يخوض فيه الجالسون في أعراض الآخرين.
وأخيراً: لن يحزن عليك يا أبا فهد طلابك فقط.. وهم الذين عرفوا عنك التوجيه والإرشاد والرفق بهم.. وإنما سيحزن عليك أهالي حريملاء جميعاً الذين عرفوك رجلاً فاضلاً تنشر الخير والمحبة.. وتؤم الجماعة في مسجدك وتدرس في مدرستك.. وتقضي وقتك بين المسجد والمدرسة ومزرعتك المتواضعة في شعيب الأبرق بعيداً عن الانشغال بالدنيا والركض وراءها كما يفعل الكثير من الناس.. إلا من رحم ربي.
رحمك الله أبا فهد.. وألهم الأهل والأبناء والأشقاء والأقارب وكل من عرفك الصبر والسلوان، ولا نقول -رغم الحزن عليك- إلا ما يرضي ربنا.