ضمن حلقة من حلقات الدسائس والمؤامرات، على اختلاف الفرق والشعارات، وتباين الأقطار والنزعات ضد هذه البلاد وأهلها، أعلن - اللواء - منصور التركي،
- المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية -، تفاصيل نجاح أجهزة مكافحة المخدرات، في إحباط عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات، كانت معدة لدخول المملكة المستهدفة من كل صوب. قدرت بـ(8075141) قرص كبتاجون، تم ضبطها مخفية بأساليب احترافية في لفائف ورق حائط، وأقمشة نسائية، وداخل أدوات معدنية مخصصة للاستخدام في أعمال نشر حديد، وفي معدات لصنع الحلوى والمعجنات، وفي مكعبات صابون، عن طريق عصابات وشبكات خطيرة، منظمة على نحو نادر، لا أستبعد - أبداً - أن يكون لديها صلات وثيقة بعصابات (المافيا)، واستخبارات دولية معادية لهذه البلاد وأهلها.
آفة المخدرات، تمثل ظاهرة عالمية محلية مجتمعية فردية في آن واحد، نظراً لما لها من أضرار ومخاطر على الجوانب الصحية والاجتماعية والأمنية، وعلى اقتصادات الدول كافة، وأصبحت أخطر المشكلات التي يواجها العالم المعاصر، حيث لا تقف آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، بل تمتد إلى مجتمعاتهم وأوطانهم، وباتت تهدد كيانات الدول، حتى أصبحت في بعض البلاد دولة داخل دولة.
ورغم الجهود الدولية لمكافحة المخدرات إلا أن عصابات التهريب أثبتت بأنها لا تزال قادرة على التأثير والاستمرار في ترويج بضاعتها الآثمة. مما يستدعي الحاجة إلى تعاون ملموس من شرائح المجتمع؛ من أجل التصدي لعناصر انتشار هذه الآفة، وهي: المهرب والمروج والمتعاطي، - لاسيما - وأن الجهات المهتمة بهذا الموضوع تشير إلى أن (الشباب) على اختلاف مشاربهم، هم عرضة للمخدرات.
هذه الجهود العظيمة التي يبذلها رجال الأمن، تدل أولاً: على يقظة رجال مكافحة المخدرات، وتدل ثانياً: على متابعتهم الدقيقة لكافة الآثار الدالة على بؤر الفساد، ونشاطاتها الإجرامية للإتجار بهذه الآفة الخطيرة، وارتباطها بالجريمة المنظمة، وقضايا غسل الأموال، وشبكات الإرهاب.
إن ناقوس الخطر دق أبوابنا بشكل غير مسبوق، ومعايشة الواقع الأليم أصبح مثقلاً بالمرارة، ولم يعد مجدياً إنكار وجود هذه المشكلة، أو التهوين من شأنها، والأرقام تتضاعف نسبتها، والشباب يتزايد أعدادهم في الوقوع في هذه الآفة المستهجنة، بعد أن اتسع نطاق الإتجار فيها وترويجها، مما يستلزم تعاون المجتمع الوثيق - بكافة شرائحه - مع أجهزة الدولة؛ للعمل على وقف هذه الخطر المحدق بنا، فليس المهم أن نعرف المشكلة، بل الأهم أن نعرف كيف نحاربها ونقضي عليها.
drsasq@gmail.com