Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/04/2010 G Issue 13720
الخميس 08 جمادى الأول 1431   العدد  13720
 
الحبر الأخضر
الإندومي
د. عثمان بن صالح العامر

 

عاداتنا الغذائية سبب رئيس لكثير من مشكلاتنا الصحية، والمستورد من الأطعمة يثير علامات الاستفهام التي لا حصر لها، ويبعث العديد من المخاوف التي لا تنتهي، لعل من أخطرها السرطان. وتزداد الشكوك وتعظم الرهبة ويتعاظم الخوف لدى كل منا عندما يجالس أو يقرأ أو يزور أحد المختصين خبراء التغذية والمنتمين إلى الحقل الصحي العارفين بدهاليز الأمور المتمرسين في فك رموز التركيبية والمحتوى لكل غذاء مستورد بشكل احتراف متميز. ومع الاعتراف بالجهود التي تبذلها الهيئة العامة للغذاء والدواء، إلا أنني عندما أقرأ أو أسمع ما يدور من تحذيرات وما يقال من مسببات ومخاطر عن كثير مما نتناوله في وجباتنا اليومية، أتساءل بكل حرقة وأسى عن المسئولية المجتمعية لكثير من مؤسسات الدولة ذات الصلة المباشرة بالوقاية الصحية والسلامة البشرية والحماية الحدودية. ومع أهمية طرح هذا الموضوع وخطورة هذه الإشكالية، إلا أنني لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أكتب عن مثل هذه الأطعمة فضلاً عن أن أعنون مقالي ب»الأندومي» مع كثرة ما اسمع وأقرأ عن المأكولات والمشروبات التي نتناولها صباح مساء وهو مسبب رئيس لكثير من الأمراض وتجر خلفها العديد من الويلات. والسبب باختصار أنني لست من أهل الاختصاص ومعلوماتي مبنية على السماع وليست مؤسسة على حيثيات علمية دقيقة ودراسات مخبرية عميقة، ولكن رسالة تحذير وصلتني عبر بريدي الشخصي عن الإندومي، أحببت نقلها للقارئ الكريم كما جاءت دون إضافة أو نقص: (أشارت... الخبيرة في الطب الطبيعي، أنه من المهم جداًً أن يهتم الفرد بقراءة محتويات المواد الغذائية التي تباع في الأسواق، ويتجنب شراء أي طعام مكتوب عليه كلمات غير مفهومة بالنسبة له، فهذا أول الطريق نحو الابتعاد عن هذه السموم. وشددت على خطورة ما يسمى بالإندومي، هذا الطعام السام الذي يدخل في تركيبته الملح الصيني «اجني موتو» الذي يسبب تلفاًً في خلايا المخ ويسبب سرطان الدماغ. ومع الأسف الشديد يكاد لا يخلو بيت منه.. إن الإندومي وبدون مبالغة عبارة عن سم يسري في الجسد وبالذات في المخ، فهو يحتوي على مادة e621 وهي مكتوبة على ظهر الكيس، وهذه المادة بعد البحث ظهرت أنها تسبب تسمم المخ لأنها أخطر محسنات الطعم على الإطلاق. إن مخاطر هذه المادة على المخ كبيرة لأنها تسبب تلفاً في خلايا المخ غير القابلة للتجدد وتسبب تراجع الذاكرة وضعفها وتدهور القدرات العقلية وفقدان القدرة على التركيز ومعالجة الأمور الحسابية أو الرياضية المتوسطة، ثم تؤدي إلى غباء فعلي بدون مبالغة. كما أنها تسبب أمراضاً عصبية تابعة لتلف خلايا المخ مثل: الشلل الرعاش والزهايمر والصداع المزمن. ومع الاستمرار في تناولها تؤدي للسرطانات مثل سرطان الثدي وارتفاع الكولسترول وضغط الدم والأزمات القلبية الحادة وغير ذلك الكثير.... كما أنها تسبب البدانة المرضية غير القابلة للعلاج حتى مع الرياضة أو الأدوية لأنها تغير في تركيب الدهون في الجسم. إن هذه المادة هي أحد مشتقات Monosodium Glutamate وتعتبر أخطر مادة غذائية وجدت في العالم كسبات طعم، ويتم إخفاء اسم هذه المادة السامة في الأغذية تحت مسميات مختلفة مثل الجلوتامات، أسبرتام، الخميرة، المرق سواء مرق الدجاج أو اللحمة، الكاسينات، البروتين المهدرج مثل الصويا المهدرجة. كما توضح حجم الكارثة مادة الmsg ويسمونها ومشتقاتها القاتل الصامت. وليس الإندومي وحده الذي يحتوي هذه المادة القاتلة، ولكن تستخدم مطاعم شهيرة هذه المادة بصورة مكثفة لتحسين طعم مأكولاتها وجذب زبائنها مثل بيتزا هت وماكدونلدز وبرجر كينج وكنتاكي وتاكو بيل. وهنا أحب أن أنقل ما شاهده أحد الأشخاص عندما ذهب إلى إندونيسيا وشاهد بنفسه كيف يتم تصنيع الإندومي، فهو يعرف صديقاً له يشتغل في المصنع فذهب معه وصدم عندما شاهد بأم عينه كيف يصنعونها.. (فهم يقومون بتجميع عظام الحيوانات الميتة ومن ثم تجفيفها جيداً لتوضع بعدها في مطاحن لكي تطحن جيداً، بعد ذلك يقومون بإضافة المنكهات والمطيبات وتشكيلها على شكل المعكرونة، وبعد ذلك تأتي إلينا كما نراها ونحن نقدمها)..انتهت الرسالة. ومع أنني أكره هذه الأكلة من رائحتها ولم أذقه طوال عمري إلا أنني كثيراً ما اشتريتها لأولادي وأخشى أن أكون -لا سمح الله- أغذيهم بالمرض ومثيل كثير من الآباء، وما نرجوه نحن أولياء الأمور أن نسمع الكلمة الفصل والقول الواضح المبني على الدراسات العلمية الرصينة عن هذا المسمى الإندومي وعن ما هو في خانته من المتشابه، كما لابد أن يكون لوزارة التجارة وحماية المستهلك وصحة البيئة وأطباء الأسرة والكتاب والخطباء وأهل الاختصاص دورهم التوعوي في ما يخص الجسد «ودرهم وقاية خير من قنطار علاج». وللهيئة العامة للغذاء والدواء جزماً رأي في الموضوع وهو من الأهمية بمكان. الأمل لدى القارئ الكريم كبير بأن يكون القرار ما نراه لا ما نسمعه.. وإلى لقاء والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد