غنى الإسرائيليون ورقصوا، وفتح رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز مقر الرئاسة لحفلات الرقص الشعبية والأغاني التقليدية حيث غنى بيريز ونتنياهو وغابي اشكينازي رئيس أركان جيش الاحتلال، وعمَّت الاحتفالات مدن الاحتلال الإسرائيلي الذين يحيون مناسبة اغتصاب فلسطين في الذكرى الثانية والستين..!!
وهكذا فيما يحتفل الإسرائيليون ويرقصون ويغنون ورئيسهم يتلقى برقيات التهاني يعيش الفلسطينيون المناسبة مستعيدين هذه الذكرى المؤلمة التي تمثل ليس للفلسطينيين فقط بل للعرب والمسلمين جميعاً نكبة حقيقية، ذكرى سُرق في يومها وطن، وشُرِّد شعب بكامله؛ إذ فُرض عليه التشرد واللجوء إلى دول أخرى، في حين استولى على وطنهم وحلَّ في أرضهم وأقام في منازلهم غرباء اُستُقدموا من وراء البحار وبالتحديد من أوروبا التي أرادت دولها وحكوماتها التكفير عن ذنوبها تجاه ما ارتكبوه ضد اليهود، فعوضوهم على حساب الفلسطينيين ووطنهم، فألغوا وطناً وشردوا شعباً، وأعطوا أرضاً لقوم لا يستحقونها، وجمعوا غرباء ليكونوا شعباً لم يكن له وجود.
هذه الصورة الآن في فلسطين قوم غرباء يحتفلون بإقامة (دولة) وتجميع (شعب) من لا شيء، حصلوا عليها من أقوام لا يملكون منحها.
صورة تعيد كل صور وآلام الاستعمار الأوروبي الذي ابتليت به الدول العربية والإسلامية، وتركة الاستعمار وجدت معالجة وإصلاحاً لكثير من الحالات إلا أن مأساة أهل فلسطين لا تزال قائمة، بل تزداد تعقيداً عاماً بعد آخر بسبب دعم الدول الاستعمارية السابقة، والمنحازة من الدول الداعمة لإسرائيل من الدول الغربية أولاً كأمريكا وجميع الدول الأوروبية والشرقية التي تساعد مأساة شعب مجرد يتعرض للإيذاء والتنكيل ومع هذا لا نجد تحركاً جاداً ومسؤولاً بل محاولات تخدير للشعب الفلسطيني، والكذب على الدول العربية والإسلامية لضمان تدفق مكاسب الدول الغربية ومضاعفة مكاسبها في هذه الدول رغم الانحياز التام للظلم الواقع على الفلسطينيين.
* * *