كيف يمكن أن تتحقق معادلة الحفاظ على حرية التعبير والأمان الفردي في ضوء تضاربهما على ساحة الواقع، ثقافيا، وأخلاقيا، وعقديا, وفكريا..؟
في كثير كأنما الريح تصفق في أبنية يضعها المنظرون والباحثون.. حتى تشظت نفوس الناس وعقولها، واصطخب فيهما الموج الهادر بالأمراض الطارئة في سلوك البشر، بل أيضا في صحتهم الذهنية والوجدانية.. ولا تزال حركة البحث، والنقاش، في مؤتمرات علمية، وطاولات بحثية، ولقاءات تجريبية على قدم وساق، اتسعت معها منافذ لكل درس جديد وعلم جديد من شأنهما الاهتمام بقضايا الشخصية الإنسانية لتوازنها مع عالمها المضطرب؛ فكثرت مراكز الدورات التي تعتني بموضوعات تحليل الشخصية بخطوط الزمن، وتطوير الذات، ومعالجة كوامن تختبئ في الصدور من تراكمات هذا الاحتدام بين المعطيات والمأخوذات في تقابل متضاد بين الأمان الفردي ذاتيا ونفسيا وذهنيا وبين حرية التعبير وسيلة ومضمونا وآلية ومحتوى وأوعية، تلك التي هي في مهب التداخل وفوق سفُّوده، حيثما يتجه الإنسان يواجه ركامه وأدخنته، هذا التقابل والتضاد معا..
ربما، والعظة لما بعد تطرح أسهمها في سوق المواجهات الآتية بين نتائج هذا الاحتدام وتداخله، وبينه وبين مخلَّفاته، فإن على الباحثين أن يتفكروا ليس في الكلام حول واقع الإنسان، بل عليهم حل التضاد فيه، وإيجاد أمصال ناجعة لكل هذا الاحتدام؛ رأفة بإنسان العصر.